الخميس، 29 نوفمبر 2007

إرهاق وطني


door

 
- إرهاق.. يمتص منك أفضل جزء من حياتك.. شبابك الذي يتفلت منك خارج قدرتك على تذوقه..!

- إنها حياة تعيسة تلك التي تسيطر على الكون الذي تحتويك تفاصيله المملة. ما الذي يمكنك تغييره في وطن تكتشف بعد ثلاثة عقود من عمرك فيه، أنه يتوجب عليك أن تتوقف عن الحركة في اتجاه الحياة..!!

- لم يعد بينك وبين هذا الوطن علاقة التربة والنبتة. لا تخشى من هذا الحديث اللا وطني أو تقلق قلقك حول: ماذا سيقول عنك المستفيدون منه..!! فأنت يأكل منك روعة شبابك، بحثاً عن تكاليف المؤجر النزق، وحليب “علاء” الذي لا يحب شيئا كالبكاء. و”رغد” التي تحلم بـ” سيكل “صفاء وريهام. وكلما أخذتها لزيارتهم ترفض أن تعود إلا بوعد آخر لشراء مثله..!! لقد بت مدين لها بألف وعد وألف حق من حقوق الطفولة.

- وأنت ماذا تفعل لقضاء ديونك!! منذ الصباح تخرج وتعود متأخراً وتسهر حتى أذان الفجر.. ثم لا تستطيع سوى أن تخرس صراخ المؤجر، لتهرب من زقاق الى آخر من نظرات البقال المليئة بالشك والريبة و… الاستجداء !!

لماذا تخاف من تهمة اللاوطنية؟ من سيتهمك بها غير أولئك الذين يأكلون حقك وحق أولادك.بغير حق؟ من غيرهم تفوح رائحة الحياة البذخة من كل تفاصيلهم.!! من غيرهم؟ ما حيَت مطاعم حده الأنيقة إلا بهم.

وأنت يكفيك المرور بالقرب لتتفتق أحلامك بالثورة ضد الظلم والفقر وحياة التعساء.

- من هو الوطني في وطن لا يقبل بمساواة الجميع؟ في وطن منهوب.. وناهبوه هم فقط من ينشرون فكرة الوطنية؟
- هم المستفيدون منه فقط.. تستهويهم فكرة حب الوطن وتخوين الآخرين. أما أنت فلماذا تحب وطن ليس لك مذ كنت طفلا، ومذ مر منك شبابك مرور الكرام.. وحتى اللحظة.

- أحلم بوطن آخر وخذ مكانك بين طوابير السفارات الطويلة الى وطن لم تولد فيه لكنه يحترم تعبك ويقدر أن تسعى لتنال منه ما يمكنك أن تكتشف عبره أنك فقدت الكثير قبل أن تصل اليه.
-----------------------------
نشرت في صحيفة رأي –الثلاثاء 29 نوفمبر2007م