الثلاثاء، 12 يونيو 2007

الأرهاب في العلاقات اليمنية الأمريكية




فيــما عدا الشيخ الزنداني..اليمن شريك رئيسي

- بعد يوم واحد من توجه الرئيس علي عبد الله صالح إلى الولايات المتحدة (29 نيسان ابريل الماضي) نشرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي للعام 2006م عن الإرهاب العالمي (30 نيسان/أبريل).

وفي ملخصه التنفيذي الخاص بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا قدم التقرير ملخصاً عن اليمن بواقع (560) كلمة بدأه ممتدحاً للإجراءات التي اتخذتها البلاد ضد تنظيم القاعدة والمتطرفين المحليين ، وتطرق إلى الهجمات التي نفذها إرهابيون في اليمن خلال العام 2006م ومواصلة المحاكمات ضد أعضاء تنظيم القاعدة الذين ألقت أجهزة الأمن اليمنية القبض عليهم.

واختتم الملخص حديثه عن اليمن بالإشارة إلى عدم اتخاذ الحكومة اليمنية أية اجراءات ضد الشيخ عبد المجيد الزنداني ، مشيرا إلى تأييد الرئيس علي عبد الله صالح له ولجامعة الإيمان التي يديرها.

 الشيخ الزنداني بعيون أمريكية

الأخبار الواردة تباعا من وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن الفعاليات التي قام بها الرئيس صالح في زيارته الأخيرة لأمريكا، أكدت أن الرئيس التقى برئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية ، وكان محور الحديث القائم بينهما ، تعاون اليمن في مكافحة الإرهاب وقالت أن الرئيس طلب من الإدارة الأمريكية رفع اسم الشيخ الزنداني من قائمة الإرهاب لكنها لم تشر إطلاقاً إلى رد الأمريكان حول ذات النقطة ، التي ظلت لفترة من الزمن – خلال العام المنصرم- تراوح الصحافة اليمنية والدولية . ومؤخراً بدا نبيل خوري نائب السفير الأمريكي ، والقائم بأعمال السفير حالياً مدافعاً عن التعليم الديني في المنتدى الإلكتروني الذي نفذه موقع «نيوز يمن» الإخباري الأسبوع الماضي ، حول الجامعة وذكر باللقاء الذي ضمه والزنداني في مكتب الرئيس صالح، وقال انه انتقد رئيس الجامعة (يقصد الزنداني)، وقال الموقع في خبره حول المنتدى أن خوري « تمنى أن يشارك في أي حوار مع جامعة الإيمان» مذكرا بأنه « انتقد رئيسها في اللقاء الذي جمعهما في مكتب الرئيس علي عبد الله صالح ، على إغلاقها بما يوحي أنها أقرب إلى المعسكر منها إلى المؤسسة التعليمية».

وبحسب الموقع فإن خوري قال « إن الإشكاليات الناتجة عن اتهام الشيخ عبد المجيد الزنداني بتمويل الإرهاب وتنظيم القاعدة مرتبطة بكون المنظمة الأخيرة منظمة عسكرية تستخدم السلاح وتخطط للاعتداءات المتكررة ضد مصالح أمريكا والبلدان التي لها علاقة بها ، ومنها دول مسلمة وعربية « وليس بـ» كونه رجل دين ، ولا لأنه يرأس جامعة تعليم ديني».

 الشيخ في طاولة المفاوضات

لدى لقائه الرئيس الأمريكي جورج بوش - مساء الأربعاء الماضي- أكد الرئيس علي عبد الله صالح أن اليمن شريك رئيسي في الولايات المتحدة ، في الحرب على الإرهاب، وهو الأمر الذي اكدته تصريحات الرئيس بوش ، والمسئولون الأمريكان.

وتلقت اليمن دعماً أمريكيا كبيراً يساعدها على اتخاذ إجراءات مناسبة ضد الارهاب، وتمثل الدعم إلى جانب المال، بالأجهزة والقوارب الخاصة بخفر السواحل، والتدريبات العسكرية والتقنية الداخلية والخارجية ، ومع ذلك إلا أن ملخص التقرير التنفيذي الأخير،اعتبر أن « قدرة الحكومة اليمنية على الحد من تمويل الإرهاب، لا تزال محدودة،ففي العام 2004 اشارت لجنة العقوبات (1267) التابعة للأمم المتحدة إلى الشيخ اليمني البارز عبد المجيد الزنداني بأن لديه ارتباطات بالقاعدة، لكن الحكومة اليمنية لم تتخذ أي إجراء لمنعه من السفر أو لتجميد ممتلكاته إنصياعاً لالتزاماتها مع الأمم المتحدة وخلال العام – اعرب الرئيس صالح عن تأييده للزنداني ولجامعة الإيمان التي يديرها».

والمرجح أن الرئيس صالح وخلال الزيارتين الأخيرة والتي سبقتها لأمريكا كان يطرح قضية الشيخ الزنداني لرفع اسمه من القائمة الأمريكية السوداء، في طاولة الحوار، لكن الردود الأمريكية حول تلك الطلبات لم تكن تعلن على الملأ،غير أن صيغة التقرير الأخير المرفوع للكونجرس حول الإرهاب، كان واضحاً أن الإدارة الأمريكية ما زالت-ليس فقط مصرة على الحديث عن الشيخ الزنداني كمتهم - بل أن التقرير يتهم الحكومة بعدم اتخاذ أية إجراءات لتجميد ممتلكاته ومنعه من السفر ، حسب التزاماتها مع الأمم المتحدة وهو الأمر الذي قد يشكل ضعفاً للجانب اليمني ، في مدى جديته ، بطرح الموضوع على طاولة المناقشات،إذا كان الأمر يصل إلى حد إضعاف علاقات اليمن مع المجتمع الدولي ، وتنفيذ التزاماته بمكافحة الإرهاب.
  اليمن في التقرير الأمريكي

 وفي سياق تعاون اليمن في مكافحة الإرهاب على أرض الواقع خلال العام الماضي أكد ملخص التقرير ان الجمهورية اليمنية ، اتخذت اجراءات ضد القاعدة والمتطرفين المحليين وأوقفت العديد من الأفراد المشتبه بصلتهم بالقاعدة، وقدمت للقضاء منفذي الأعمال الإرهابية السابقة لكن التقرير أكد ايضا أن اليمن شهد عدة إنتكاسات في جهوده ضد الإرهاب مع فرار 3 من اصل 23 مشتبهاً بتأييدهم للقاعدة. وأشار إلى الهجومين على المرافق النفطية في شرق اليمن في سبتمبر الماضي ، وقال أن التحقيقات حول الهجمات ما تزال مستمرة،لكن لم تصدر بعد أية اتهامات،وتطرق إلى فرار 23 مشتبهاً بهم من انصار القاعدة من سجن مشدد الحراسة في صنعاء في 3 شباط / فبراير وكان بين الفارين أفراد أدينوا لمشاركتهم في هجمات العام 2000 ضد السفينة الأمريكية كول والعام 2002 ضد السفينة الفرنسية ( إم في ليمبورج). وواصل ملخص التقرير التنفيذي، سرد بعض الأحداث المرتبطة بالإرهاب. و أكد أن اليمن واصلت خلال السنة 2006م القاء القبض على أعضاء القاعدة المشتبه بهم إضافة إلى أعضاء المجموعات الإرهابية الأخرى وتطرق إلى بعض المحاكمات الأمنية لبعض الارهابيين ومنها محاكمة محمد حمدي الأهدل الذي قيل أنه الرقم الثاني للقاعدة في اليمن بجرم تمويل المجموعات الارهابية المرتبطة بالقاعدة ،وحكم على الأهدل بالسجن 37 شهراً أمضى معظمها في انتظار محاكمته في 8 تموز / يوليو.

وقال أن المحكمة الجزائية المتخصصة برأت 19 متهما بالتآمر للهجوم على المصالح اليمنية الأمريكية واعترف المدعي عليهم ( النيابة العامة) انهم سافروا إلى العراق « للجهاد» لكن القاضي قال أن الجهاد ليس غير مشروع بموجب القانون اليمني وأيضا برأت 23 فرداً آخرين اتهموا بالتآمر للسفر إلى العراق ومهاجمة القوات الأمريكية ووجدت أن 21 من المدعى عليهم مذنبون لتقديمهم وثائق مزورة ، لكن القضايا هذه ما تزال قيد الاستئناف، وفي صنعاء تمت تبرئة أربعة عراقيين اتهموا بالتآمر لمهاجمة السفارتين الأمريكية والبريطانية سنة 2003.

وعن محاولة اغتيال السفير الأمريكي السابق ادموند هول قال التقرير في آب اغسطس أعادت محكمة الاستئناف قضية الشخصين المتهمين بالتآمر لاغتيال السفير الأمريكي سنة 2004 إلى المحكمة الابتدائية زاعمة أن القاضي لم يتبع إجراءات إصدار الحكم الصحيحة. وأشار التقرير إلى استخدام اليمن للجنة الحوار ، برئاسة القاضي حمود الهتار مع المحتجزين الذين القي القبض عليهم لصلاتهم بالمجموعات الارهابية والعناصر المتطرفة وقال أن الحكومة أطلقت سراح الموقوفين ممن اعتبرت أنهم أعيد تأهيلهم بعد أن تعهدوا بإحترام الدستور والقوانين اليمنية وحقوق غير المسلمين وعدم المساس بالمصالح الأجنبية. لكن التقرير لفت إلى أنه ليس هناك برنامج شامل لرصد نسبة عودة المطلق سراحهم إلى الإجرام،مشيراً إلى وجود تقارير تفيد أن عدداً منهم سافروا إلى العراق في السنوات الأخيرة للمشاركة في هجمات ضد قوات التحالف.
--------------------------------
الثلاثاء , 12 يونيو 2007 م