الثلاثاء، 14 فبراير 2012

21 فبراير.. الأمر لا يتعلق بالمنطق


عبد الحكيم هلالa.hakeem72@gmail.com
إن هي إلا أيام معدودة، لم يتبقى أمامنا سوى أسبوع فقط، حتى تنعم مسامعنا بلحن آخر: أسم «رئيس» جديد لليمن. يروقني أن أتخيل: كم سيكون ذلك اللحن الجديد طروبا بالنسبة لجيل ظل على مدى 33 عاما، محصورا بنغمة واحدة، لم تكن تصل إلى مسامعه غيرها، عدى تلك العابرة للقارات والحدود..

لا أبه لشكل هذا الرئيس الجديد، أو من أي منطقة هو، أو حتى ما الذي يمكن أن يقوم به، بقدر ما تشدني فكرة التغيير وأن أستمع بشغف إلى نغمات أخرى تنطلق من حروف أسم آخر، لرئيس آخر غير «علي عبد الله صالح».

هذا منطق غير صالح، أدرك ذلك جيدا، لكني في الوقت الراهن لا آبه لمنطق الخيارات المثالية المفترضة. ولا أجد منطقا آخر يمكنه أن يحقق حلمي وحلم جيلي المقهور برئيس جديد. وقبل عام من الآن كان قد سكنني يأس بأن يحدث هذا، حين أعلن الرئيس السابق (وأنا هنا أنزع إلى هذا الوصف كتمهيد لما سيكون بعد أسبوع فقط)، أنه سيواصل فرض نفسه، خلال السنوات السبع القادمة. وهذا يعني أنه لن تكون هناك نغمات حروف أخرى غير الحروف ذاتها التي كانت قد بدأت تطرق مسامعي، فقط، بعد ست سنوات من ولادتي، حين لم أكن أميز بين النغمات.

لقد قلت لكم، قبل قليل، أني أدرك جيدا بأن الأمر لا يتعلق بالمنطق، والمثاليات المفترضة. ولو كان كذلك لكان من الضروري أن أرفض تحقيق حلمي على هذا النحو المقيد والسخيف. إن الأمر بالنسبة لي، هنا، يتعلق بالتخلص من القهر الذي يسكنني منذ سنوات طويلة بعدم القدرة على تحقيق حتى بعض الأحلام الصغيرة. إن فكرة التخلص بحد ذاتها تشكل هاجسا كبيرا لجيل يتوق للتغيير، وقد بدأ لتوه بذلك بتخلصه من مخاوفه الكبيرة. تلك التي كانت تسكنه رغما عنه وتمنعه من يخطو الخطوة الأولى.

والآن، وبعد أن كسر مخاوفه، فإن المنطق يفرض عليه أن يقتنع بأن فكرة التخلص ربما يتوجب أن تبدأ على هذا النحو. ولاحقا سيكون بإمكانه أن يستمع إلى نغمات أخرى أكثر طربا، فقط عندما يشعر أن النغمة القديمة باتت غير مرغوبا بها.

إن المنطق هنا، يجب أن يتخلص من المثالية المستعصية لبرهة حتى نستطيع بلوغ المثالية المفترضة في الوقت المناسب.

علينا أن نقف في وجه كل من يستغفلنا ويسعى إلى فرض منطقه الخاص على حساب منطقنا العام.

المصدر أونلاين
------------------
المادة نشرت في صحيفة المصدر الأسبوعية بتاريخ الثلاثاء 7 فبراير 2012 - العدد 192


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق