الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

نهاية قيادي اعتقل وأصيب وقتل أكثر من مرة


«المصدر أونلاين» يستعرض أبرز محطات حياة «سعيد الشهري» رجل القاعدة الثاني في جزيرة العرب


المصدر أونلاين- عبدالحكيم هلال
وأخيرا، على ما يبدو هذه المرة بالفعل، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، الاثنين، مصرع الرجل الثاني في جناح تنظيم القاعدة بجزيرة العرب السعودي سعيد الشهري، في عملية وصفتها بالنوعية في محافظة حضرموت شرقي البلاد.

 وذكر موقع يتبع الوزارة على شبكة الانترنت نقلاً عن مسؤول رفيع أن سعيد علي الشهري قتل إلى جوار ستة آخرين كانوا برفقته في عملية نوعية، لم تشير إلى تفاصيلها في وادي حضرموت.

وأضاف: «مقتل الشهري يمثل ضربة موجعة لما تبقى من فلول العناصر الإرهابية».

وكان في السابق، أعلن عن مقتل وأسر الشهري في واقعتين منفصلتين، عامي 2009، 2010 على التوالي، لكن تلك الأخبار أثبت عدم صحتها بعد ظهوره في تسجيلات مرئية وصوتية لاحقة.

لكن، وفيما يبدو هذه المرة، فإن خبر مقتل الشهري، بات مؤكدا، وفقا لعدة مصادر تطابقت تأكيداتها مع إعلان وزارة الدفاع اليمنية عن مقتله، الاثنين. حيث نقلت المصادر أن عملية قتل الرجل الثاني لتنظيم القاعدة لم تكن بغارة جوية، إنما عبر كمين مسلح.

وفيما لو تأكد الخبر بشكل نهائي، فسيمثل مقتل الشهري ضربة قوية جديدة ضد تنظيم القاعدة، الذي تلقى مجموعة من الضربات الموجعة خلال اقل من عامين، قتل فيها كل من: أنور العولقي (سبتمبر 2011)، تلاها مقتل القيادي في التنظيم، والمطلوب دوليا: فهد القصع (مايو 2012)، إلى جانب تلك الهزيمة التي مني بها التنظيم نتيجة دحره وطرده من محافظة أبين خلال الأشهر القليلة الماضية: مايو، يونيو، ويوليو..، ما رافقها من مطاردات وتضييق للخناق وأسر مجموعة من أعضاء وأنصار التنظيم..

سيرة وبدايات..ويعتبر سعيد علي جابر الشهري، (39 عاما)، وكنيته «أبو سفيان الأزدي الشهري، و أبو سيَّاف الشهري»، واحدا من قيادات الصف الأول في تنظيم القاعدة، ولديه سيرة حافلة بالعطاء والعمل في إطار تنظيم القاعدة الدولي، ومؤخرا ضمن فرعه الحديث والخطير في اليمن، الذي يتقلد فيه موقع الرجل الثاني باعتباره «نائب زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، الذي يتخذ من اليمن مقرا له.

وتعود بدايات الشهري من التنظيم الإرهابي إلى العام 2000. وطبقا لوزارة الدفاع الأمريكية، فقد قضى الشهري، شهرين تقريبا في أفغانستان في العام 2000، وتدرب في معسكر التدريب الليبي بشمال كابول.

وفي عام 2001، غادر الشهري المملكة العربية السعودية، متوجها إلى البحرين، ووضع ضمن قائمة المراقبة للاشتباه بتمويله سفريات المقاتلين الآخرين إلى أفغانستان، لاسيما بعد هجوم 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة الأمريكية. كما أتهم أيضا بمساعدة السعوديين للحصول على وثائق سفر مزورة لدخول أفغانستان.

وبشكل أكثر تحديدا، أتهم بأنه أجتمع بمجموعة من المتشددين في إيران، وشرح لهم الإجراءات الخاصة بكيفية دخول أفغانستان عن طريق عبور الحدود الإيرانية.

اعتقاله واحتجازه وتحريرهاعتقل الشهري للمرة الأولى في ديسمبر 2001، أثناء تواجده على الحدود الباكستانية - الأفغانية. وكانت إحدى ساقيه مصابة جراء تعرضه للقصف الجوي الأمريكي حينها. وقيل أنه أعتقل وكان بحوزته قرابة 1900 دولار أمريكي.

وقال الشهري – بحسب بعض الروايات – انه كان يزمع تسليم هذا المبلغ لجمعية الهلال الأحمر الخيرية. فيما – وطبقا لرواية أخرى – برر تواجده في تلك المنطقة لشراء السجاد في إطار العمل التجاري لعائلته في بيع وشراء الأثاث، منكرا صلته بأية أعمال مسلحة أو مشاركته في أية أعمال عدائية، أو مساعدة المجاهدين للسفر إلى أفغانستان. وذلك طبقا لما توضحه سجلات التحقيقات الخاصة بالمعتقلين في جوانتناموا، والتي نسب للشهري، ايضا، قوله فيها بأن اسامة بن لادن «لا يمثل الدين».

بعد اعتقاله، كان أحد الذين تم ترحيلهم إلى المعتقل الأمريكي بخليج جوانتناموا بكوبا، في 21 يناير 2002. وهناك عرف بالسجين رقم (372)، وظل محتجزا لمدة 6 سنوات. ثم، ولأنه كان أحد الذين لا توجد ضدهم أدلة كافية لإدانتهم وتقديمهم للمحاكمة، فقد تقرر إطلاقه وإعادته إلى وطنه، المملكة العربية السعودية، التي أعيد إليها في 9 نوفمبر 2007، مع 13 معتقلا سعوديا آخر، ليخضع هناك لبرنامج إعادة التأهيل في مركز الأمير محمد بن نايف المخصَّص للجهاديين السعوديين السابقين.

وعقب الانتهاء من برنامج إعادة التأهيل أطلق سراحه «تحت الرقابة المستمرة» لكنه بعد اختفى من منزله في السعودية، وعلم فيما بعد أنه سافر إلى اليمن للالتحاق بالقاعدة. حيث ظهر لأول مرة في اليمن في أواخر يناير عام 2009 في التسجيل المرئي الذي أعلنت القاعدة من خلاله عن دمج فرعي التنظيم في اليمن والسعودية تحت تنظيم واحد أطلق عليه أسم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (أو ما بات يعرف احيانا باسم: القاعدة في جزيرة العرب) واختير الشهري نائبا لزعيم التنظيم الجديد الذي بات يتزعمه القيادي اليمني ناصر الوحيشي.

بداية مرحلة جديدة في اليمنضمته المملكة السعودية إلى قائمة المطلوبين الأمنيين، بعد تسلله إلى اليمن وانضمامه لصفوف تنظيم القاعدة هناك، وقيامه بالتهديد المباشر بأعمال إرهابية وعمليات اغتيال لمسؤولين ورجال أمن في المملكة. حيث كان المطلوب رقم 31 على قائمة الـ85 التي أعلنتها الداخلية السعودية.

ومع أن أول ظهور رسمي له - بعد اختفائه – كان في اليمن في يناير 2009، إلا انه سبق وأن ورد اسمه – قبل ذلك - كمشتبه به رئيسي بالتخطيط لعملية التفجير الانتحارية التي استهدفت السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء في شهر سبتمبر/أيلول 2008. وراح ضحيتها قرابة 18 قتيلا بينهم مجنسين أمريكيين.

وفي 27 مايو 2009، نشرت وكالة الاستخبارات الأمريكية اسم الشهري ضمن قائمة الأسرى المطلق سراحهم والذين عادوا مرة أخرى للعمل الإرهابي.

جاء ظهوره الرسمي الثاني في 30 سبتمبر 2009، حين نشرت قناة «العربية» الإخبارية تسجيلا يظهر فيه، بصفته نائب قائد تنظيم القاعدة في اليمن، وهو يوجه رسالة يطلب فيها الدعم المالي للمجاهدين.

إعلان مقتله ثم أسرهوفي 24 ديسمبر 2009، أعلنت الداخلية اليمنية أن الشهري ربما كان ضمن أعضاء قيادات القاعدة الذين قتلوا في ضربة جوية في محافظة أبين، إلى جانب زعيم التنظيم، ناصر الوحيشي، وأنور العولقي.

غير أن السلطات عادت وأعلنت - في 19 يناير من العام 2010 - أنها أسرته، بينما كان يحاول تفادي المرور من نقطة تفتيش أنشئت حديثا. وقالت إنها ألقت القبض عليه وهو مصاب بعد أن انقلبت العربة التي كان يستقلها إلى جاور شخص آخر بجانبه.

وإثر تلك الإنباء التي تحدثت عن مقتله، نقلت جريدة الوطن السعودية عن والد الشهري قوله: «لم أتلق ما يفيد بمقتل سعيد، وأتمنى أن تصدق الأخبار بمقتله وإصابة من معه من الخارجين على الدين والقانون دون أن يتضرر أحد من الأبرياء، ومن يبشرني بذلك فله البشارة». وتبرئ من ولده قائلا أنه «ليس له مكان عندي، وهو لا يمثل إلا نفسه، وأنا بريء منه ومن أعماله».

لكن، وبعد تلك الأنباء، ظهر صوت الشهري مجددا في تسجيل صوتي، أطلق في فبراير 2010. وفي التسجيل أكد الشهري تبني القاعدة في جزيرة العرب للمحاولة التي قام بها النيجيري عمر الفاروق، 25 ديسمبر 2009، لتفجير طائرة أمريكية كانت متجهة إلى ديترويت. كما هدد الشهري بان جماعته حددت أهدافا جديدة للسيطرة على مضيق باب المندب. وقال إن تنظيمه يتطلع إلى السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي بالتعاون مع «المجاهدين» في الصومال، كاشفا أن مقاتلين صوماليين وصلوا إلى اليمن لمساندة التنظيم الذي يتعرض لملاحقات يومية هناك، مستعرضا في الوقت ذاته أهمية هذا المضيق وأهمية السيطرة عليه إستراتيجيا.

كما ودعا إلى الجهاد ضد مصالح الأميركيين و«الصليبيين»، وقال: «يا أمة الجهاد عليكم بالجهاد في سبيل الله، فمصالح الأميركيين والصليبيين منتشرة في كل مكان، وعملاؤهم يتنقلون في كل مكان».

القبض على زوجة الشهريفي العام 2010 أعلن أنه تم إلقاء القبض على زوجة الشهري، وفاء الشهري، وكنيتها «أم هاجر الأزدي»، المطلوبة أمنيا هي الأخرى. وجاء ذلك بعد أشهر قليلة من إعلان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هروبها إلى اليمن في مايو 2009. حيث كانت مجلة «صدى الملاحم»، التي يشرف عليها زعيم التنظيم ناصر الوحيشي، أوضحت في أحد اعدادها، أن زوجة سعيد الشهري، وصلت إلى اليمن برفقة إثنين من أطفالها. بينما قالت زوجته في تصريحات للمجلة، إنها هربت بصحبة طفليها إلى اليمن، بعد أن علمت بوجود زوجها هناك من خلال المقطع المرئي الذي نشره التنظيم على مواقع الانترنت.

موقف قبيلته منهبعد الإعلان الأول عن مقلته (2009)، نقلت جريدة الوطن السعودية عن قبائل بني شهر التي ينتمي إليها سعيد الشهري، تصريحات أعلنت خلالها تجديد ولائها للقيادة والوطن، وتبرئها من سعيد الشهري.

وبحسب الصحيفة فقد اعتبرت القبيلة أن سعيد الشهري وغيره ممن سبق أن أعلنت عنهم وزارة الداخلية لا يمثلون إلا أنفسهم في أفكارهم الهدامة التي يتبنونها، وأنهم يقفون صفا واحدا مع وطنهم وقيادتهم لمواجهة الفكر الضال الذي لا يمت لشريعتنا السمحة بأي صلة..

وقال شيخ قبيلة آل وليد فهد بن ظاهر بن دعبش إن مقتل سعيد الشهري (عند الإعلان الأول عن مقتله في 2009) يعتبر رد كيد هذه الفئة الضالة في نحورها، داعيا إلى محاربة هذا الفكر الضال والتخلص منه. كما دعا جميع أفراد القبائل إلى التكاتف والتعاون مع رجال الأمن والوقوف صفا واحدا لردع كل عدوان على هذا الوطن. 
--------------------------------------------
نشر على موقع المصدر أونلاين الأثنين 10 سبتمبر 2012http://almasdaronline.info/index.php?page=news&article-section=1&news_id=35863

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق