الأحد، 23 يونيو 2013

المغتربون وعناء البحث عن «ورقة مرور» إجباري إلى الوطن

* فساد وعبث رهيب يطالهم وانعدام مسئولية لدى مسئولي سفارتنا بالرياض
* السفارة توقف صرف الورقة متى ما أرادت..ومصدر في الجالية يكشف الأسباب:هناك صفقة فساد بين مسئولين في السفارة وشركة باصات النقل وعمولات تصل إلى 30%  
* يتزاحمون في طوابير طويلة لأيام أمام السفارة للحصول على ورقة سعرها ريال واحد وتباع لهم بـ50 ريال سعودي..ولا يحصلون عليها بسهولة

يمنيون مرحلون من السعودية

في سباق مع الزمن، أملاً منهم في تدارك ما تبقى من وقت قصير للمهلة التي حددتها الحكومة السعودية لتصحيح أوضاعهم، يتزاحم الآلاف من المغتربين اليمنيين في طوابير طويلة أمام بوابة السفارة اليمنية بالرياض، تحت قيض الشمس المحرقة وحرارة تقترب من الـ50 درجة مئوية.

يصف أحدهم المشهد بأنه «مهين ومزرٍ لم يشهد له المغترب مثيلاً». ويستغيث آخر: «حالة بائسة، تستحق أن تحظى باهتمام كل المنظّمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان».

ومع ذلك، فليست تلك كل المشكلة، بل جزء يسير منها. المشكلة الرئيسية أن غالبية البائسين هنا يتهمون سفارتنا في الرياض بـ«انعدام المسؤولية». يقولون إنها «تتعمد إعاقتهم»، كي لا يستفيدوا من المُهلة المتبقية التي قدمتها حكومة المملكة العربية السعودية للمقيمين بالمملكة لتصحيح أوضاعهم. 

قرابة عشرة أيام فقط، هي ما تبقى لهم من تلك المهلة.
يتزاحمون في طوابير طويلة لأيام أمام السفارة للحصول على ورقة سعرها «ريال واحد» وتباع لهم بـ50 ريالا سعوديا.. ولا يحصلون عليها بسهولة

ويقول بعض المغتربين لـ«المصدر أونلاين» عبر رسائلهم على الخاص في «الفيس بوك» إنهم يأسوا من حكومتهم المخيبة للآمال.. وبشكل خاص وزارة الخارجية التي تتجاهل عبث دبلوماسيها بقضية حساسة مثل قضية المغتربين.

ألم يكن كافياً كارثة طردهم والقضاء على مصدر إعالتهم لأسرهم، حتى يئنون من جحيمين: جحيم همومهم بقرب انتهاء المدة التي حددتها حكومة المملكة السعودية لتصحيح أوضاعهم، وجحيم عبث السفارة. 

يصرخ البعض بحرقة مصدوم: «تصور.. أننا لا نجد من يقدّم لنا يد المساعدة»، هنا في سفارتنا بالرياض.

في الواقع، هؤلاء المتزاحمون في تلك الطوابير الطويلة لا يرومون مساعدات مادية، لا ليس ذلك إطلاقاً، فـ«المغترب أكبر من أن يستجدي مساعدة من فاسدين يبيعونه بدراهم معدودة»، يوضح أحدهم بحنق.

ما يريده الآلاف منهم ليس سوى «ورقة المرور»؛ وهي وثيقة لا تزيد قيمتها عن ريال واحد، ومع ذلك «تُباع بـ 50 ريالاً سعودياً»..!!

تلك هي المأساة إذنً: كل ما في الأمر أن المغترب (بشكل خاص من يندرجون في إطار المجهولين) يريد أن يستخرج من السفارة تلك الورقة (ورقة المرور) التي لا يستطيع المغادرة إلا بها.

وحتى يحصل عليها، يتوجّب عليه أن يُزاحم أياماً عدّة في ذلك الطابور الطويل أمام مبنى السفارة، تحت قيض حرارة الشمس المقتربة من الـ50 مئوية؛ غير أن الكارثة أنه وبعد أيام من الطابور والمعاناة يفاجأ برد غير متوقّع وعديم المسؤولية من قبل مسؤولين «لا تعني عندهم المسؤولية إلا كيف يستفيد من هذا المغترب المقهور والمغلوب على أمره» - حد وصف أحد الشاكين.

وبكل برود، يأتيهم رد أولئك المسؤولين: «أوراق المرور توقّفت لأسبوع ليتمكن السابقون من مغادرة أراضي المملكة..!!».

لا يحدث ذلك هكذا بدون سبب.
السفارة توقف صرف الورقة متى ما أرادت.. ومصدر في الجالية يكشف الأسباب:هناك صفقة فساد بين مسؤولين في السفارة وشركة باصات النقل وعمولات تصل إلى 30%  
 ويكشف مصدر مسؤول في الجالية اليمنية بالرياض المغزى من وراء ذلك: «هذا أمر غير مصدق.. المسألة برمّتها تتعلق بصفقة فساد، تتم على حساب المغترب المقهور، الذي لم يكفه أنه سيعود مطروداً إلى أسرته المعوِّلة على اغترابه».

وللمزيد، يوضح المصدر أن السفارة ربطت مغادرة هؤلاء المغتربين بصفقة عقدتها مع شركة باصات محددة، يستفيد بموجبها مسؤولون في السفارة لعمولات تصل إلى 30% من سعر التذكرة". وعليه يتوجّب عليهم الانتظار أسبوعاً حتى عودة الباصات التي نقلت السابقين.

ويضيف: «السفارة لا تهتم بما يعانيه المغترب، وإلا فإن الحل الأمثل سهل وسريع ولا يكلف السفارة أي عناء، وهو إصدار ورقة المرور وجعل المغتربين يختارون طريقة سفرهم بأنفسهم».

هناك عبث رهيب، إذنً، والمدة المتبقية لم يتبق منها سوى ثمانية أيام، والناس في حالة هلع وجزع، وسخط من كل المسؤولين. 
----------------------------------------------
نشرت المادة في صحيفة "المصدر" اليومية المستقلة بتاريخ الأحد 23 يونيو 2013

هناك تعليق واحد:

  1. اصلا المسؤلين في السفارة اليمنية مشغولين في مصالحهم الشخصية وهي اعطاء تاشيرات دخول للصوماليين الى اليمن على اساس انهم يمنيين بحيث يحصلوا مقابل كل فرد 500 ريال سعودي . لان لان الصوماليين يفضلون ان يرحلوا الى اليمن حتى يتمكنوا من التسلل الى السعودية بسهوله لان التهريب من ارض الصومال متعب وشاق .

    ردحذف