الأحد، 20 يناير 2008

اليمن ..كذبة نضوب النفط ( 2 - 2)


حقيقة النفط اليمني.. من تصريحات المسئولين ووثائق الجهات المعنية
" لا أحد يعرف حجم الإنتاج الحقيقي للنفط من اليمنيين باستثناء ثلة قليلة جدا الى جوار الرئيس..!!"
تلك هي الحقيقة التي ظل اليمنيون يتعاملون معها منذ العام 1986م ( عام الإنتاج النفطي في اليمن)، وحتى اليوم.
بل يمكن التأكيد أن وزراء النفط المتعاقبين، والمسئولين المعنيين بالنفط، أيضا لا يعلمون الرقم الحقيقي لكمية النفط المستخرجة من كافة القطاعات النفطية. وأن الأرقام التي يصرحون بها تأتيهم جاهزة..!! وما يدعم هذه الحقيقة هو اختلاف تلك ألأرقام بين وزير وآخر، ومسئول وآخر، واختلافها أيضا مع التقارير الرسمية

ولعل المهندس فيصل بن شملان، كان الاستثناء الوحيد الذي طالب بكامل صلاحياته الوزارية، حين كان وزيرا للنفط في حكومة 1994م ، ولذلك حين أعيق من تنفيذ برنامجه الإصلاحي في الوزارة، قدم استقالته، حفاظا على نزاهته، وكرامته. إذ كان برنامجه الذي تقدم به للرئيس حينها – كشرط أساسي لقبوله المنصب – يتضمن إصلاحات جوهرية، ترتبط بالشركات العاملة في مجال الاستكشاف، والإنتاج النفطي. وهو ما حيل بينه وبين تنفيذه، الأمر الذي أضطره الى تقديم استقالته من الوزارة، كحالة نادرة وفريدة.
* 3000 ألف برميل.. ثبات غير معقول
- في مادة الأسبوع الماضي، استعرضنا تسلسليا بعض تصريحات المسئولين حول زيادة الاستكشافات النفطية، وتوقعاتهم بزيادة الإنتاجية. وقدمنا أهم تلك التصريحات خلال الفترة (1995م – 1999م) وعرجنا على بعض التصريحات في عام 1993م، لأهميتها من حيث ارتباطها بحجم المنتوج، والتوقع بزيادته في العام 2000م ليصل الى ( مليون برميل يوميا)، حسب ما نشرته صحيفة الثورة الرسمية في 26 سبتمبر 1993م.

- ومن الأمور التي يجب التوقف عندها في نفس السياق الذي نشر في الصحيفة، أنها قالت في أحد "المانشتات" أن الإنتاج اليومي للنفط، حينها، وصل الى (3000) ألف برميل، بعد تدشين الإنتاج في حقل المسيلة. إلا أن هذا الرقم ظل – مع زيادات طفيفة – هو الرقم السائد في تصريحات الكثير من المسئولين، مع أنهم في كل عام كانوا يخرجون علينا بتصريحات تفيد دخول بعض القطاعات النفطية طور الإنتاج، بعضها بكميات كبيرة جدا.

- كانت هذه الكمية في العام 1993م، مع أنه لم تكن لدينا – حينها - إلا ثلاث شركات منتجه في ثلاثة قطاعات، هي : شركة "هنت" الأمريكية، في القطاع (18) بمأرب – شركة كنديان أوكسي الكندية، في المسيلة، القطاع (14) – وشركة "النمر" وهي سعودية مسجلة في بريطانيا، وكانت تعمل في أربعة قطاعات هي : (4 عياد، 33 الفرات، 16 خليج القمر، 29 جنوب سناو) وكانت حينها تنتج النفط من القطاع (4 عياد).

أما السؤال الذي نطرحه هنا هو : هل يعقل اليوم، أن تظل كمية الإنتاج تراوح بين (3000 – 437) ألف برميل/يوم، لا سيما بعد الاكتشافات الإنتاجية الكبيرة خلال الفترة (2000 – 2007م) التي تكشف زيادات كبيرة في عدد الشركات المستكشفة، وعدد القطاعات المنتجة التي وصلت اليوم الى (12) قطاع، بدلا من (3) فقط في العام 1993م؟؟!!
   ملخص عام للنتائج 
البحث عن أرقام النفط، والشركات والحقول التي دخلت حقل الإنتاج، وكمية ما تنتجه كل شركة أمر في غاية الصعوبة، إن لم يكن شبه مستحيل. ولذلك أستطيع تشبيهه، ما أقوم به هنا، برجل يسبح في بحر من النفط محاولا أن يجد فلسا في قعره..!! على أن هذه المحاولة كشفت لي أمور كثيرة في الطريق.. قررت أن أشرككم فيها. وهي محاولة لا تخلو من مغامرة شيقة، خضت خلالها صراعا كبيرا مع الوقت والجهد في التنقيب عن تصريحات المسئولين، والتقارير الرسمية، من هنا وهناك، منذ العام 1990م. ومن ثم العمل على مقارنتها مع بعضها البعض للخروج منها بنتائج بينة، قمت بتدعيمها بالجداول المساعدة، والإشارة الى مصادر تلك التصريحات والتقارير، وتاريخ نشرها. على أني يجب التنويه الى  أنه لا مناص من وجود نسبة خطأ فيما قمت به، وأزعم أن نسبة الخطأ تلك، يجب أن تصب في اتجاه تدعيم زيادة الإثبات للنتائج، لا التقليل من شأنها. وذلك كما يبدو لي ناتج من نقص معلومات، أرى أنها لو وجدت لذهبت في زيادة تأكيد النتائج التي توصلت إليها.

 وبشكل أجمالي عام يمكن تلخيص ما توصلت اليه بالآتي: -
- أن اليمن ما تزال بكرا في ثرواتها النفطية والمعدنية، وأن ما أكتشف لم يصل حتى الى نصف ما لم يكتشف.
- أن المستقبل سيكون أكثر إشراقا وواعدا بالخيرات.
- كافة التصريحات والتقارير الرسمية المختلفة تشير الى زيادة كبيرة في عدد الشركات المستكشفة، والشركات والآبار المنتجة، وكمية الإنتاج النفطي، على عكس ما أراد الأخ رئيس الجمهورية، من إيهامنا أنه شارف على النضوب في ظرف الخمس سنوات القادمة..!!
- وجود تفاوت واضح في الأرقام بين تصريحات المسئولين حول : كمية النفط الكلي المنتج يوميا، وسنويا – كمية ما تنتجه بعض الشركات – الاكتشافات المستقبلية - الاحتياطي الكلي للنفط.
 - وجود فجوة رقمية كبيرة بين عام وآخر، في عدد الكمية التي تنتجها بعض الشركات، الأمر الذي يشير بوضوح الى وجود تلاعب بالأرقام الحقيقية للنفط المستخرج.
-  وجود تكتم أحيانا على كمية ما تنتجه بعض الشركات. إذ تشير بعض التصريحات، والتقارير الرسمية الى نجاح الشركة الفلانية من إنتاج النفط، دون ذكر الكمية.
- عدم وجود تقارير دورية مفصلة، ومعلنة، من وزارة النفط أو هيئة استكشاف النفط وإنتاجه، توضح – على الأقل – كمية ما تنتجه كل شركة. وفي الحقيقة فقد ظهرت بعض تلك التقارير تقريبا منذ العام 2000م. لكنها كما سنعرف غير متوافقة مع بعضها البعض ومع بعض التصريحات لوزراء ومسئولين، في مقابلات نشرت في الصحافة الرسمية والموالية وبعض وسائل الأعلام الخارجية.
   لعبة الأرقام.. لعبة الكبار 
قبل أن ندخل في الفترة (2000 – 2007م)، نعود قليلا الى الوراء مع بعض الملاحظات : -
- حصلنا على تقريرين رسمين حول كمية إنتاج النفط من جميع قطاعات الإنتاج في الجمهورية اليمنية. الأول صادر عن وزارة النفط والمعادن اليمنية ضمن (العدد السادس 2006م النشرة السنوية). أما الثاني عبارة عن جدول نشرته مجلة الدبلوماسي التابعة لوزارة الخارجية اليمنية، في عددها رقم (37) الصادر في شهر مايو 2002م.
تقرير الوزارة قدم إحصائية للنفط الخام من جميع القطاعات المنتجة منذ بدء الإنتاج عام 1986م، وحتى العام 2006م، بينما أقتصر الثاني على الأعوام الـ(12) - منذ بدء الإنتاج وحتى 1997م.

وبرغم أن التقريران رسميان، إلا أننا أثناء المقارنة بينهما حتى العام 1997م، وجدنا فوارق في عدد البراميل تصل الى (3) مليون و(667) الف و(386) برميل خلال تلك الفترة. ( أنظر الجدول رقم "1" ).وهو رقم كبير جدا. و إذا ما حسبنا متوسط سعر البرميل الواحد بـ (20) دولار فقط، فأن الملبغ يصل الى (73) مليار، و(347) مليون، و(720) دولار أمريكي.
    

            الجدول رقم "1" يوضح الفارق في كمية النفط المنتج للفترة (1986 – 1997) لجهتين رسميتين.




إجمالي الإنتاج خلال الفترة 1986م – 1997م
(محسوب بالبرميل)


حسب  النشرة السنوية لوزارة النفط 2006م


730ر719ر931

حسب مجلة الدبلوماسي التابعة لوزارة الخارجية اليمنية
( مايو 2002)


344ر052ر928

 الفارق بين التقريرين الرسمين

386ر667ر3
   لقد وصلنا الى العام 2000م 
إذن فقد أظهرت الجداول الرسمية التي حصلنا عليها، أنه وحتى العام 1997م، بلغ عدد القطاعات التي دخلت مرحلة الإنتاج خمسة قطاعات، تنتج ما معدله : (279ر307ر132) برميل / سنة، أي (486ر362) برميل/يوم، وذلك حسب تقرير وزارة النفط السنوي(2006م)، الذي لم يختلف عنه تقرير مجلة الدبلوماسي إلا بـزيادة (250) برميل في السنة.

وظلت تلك القطاعات الخمسة فقط، تنتج النفط بتزايد مستمر وصل في العام 1999م، الى (427ر392) برميل / يوم. كما جاء في التقرير الرسمي (2006)، غير أن نائب وزير النفط أكد أن الرقم هو( 428) ألف برميل يومياً، كما جاء في مقابلة أجرتها معه صحيفة (سبتمبر) في 3 فبراير 2000م. أي بفارق بلغ (573ر35) برميل/يوم..!! بل أن نائب الوزير أكد، مباشرة بعد ما سبق، قائلا: " وسيرتفع الإنتاج قريباً بعد دخول حقلين جديدين مرحلة الإنتاج" ..!!
- بعد أن دخل قطاع جديد في مرحلة الإنتاج في العام 2000م، هو القطاع 32"حواريم" بمعدل إنتاج بلغ (971ر388) برميل / سنة، أي (065ر1) برميل/يوم. ارتفعت طاقة الإنتاج الكلية الى (563ر759ر159) برميل/ سنة، أي (502ر436) برميل/يوم في هذا العام. هذا بحسب تقرير الوزارة السنوي الأخير.غير أن تلك الأرقام التي وضعتها الوزارة مؤخرا في تقريرها، تضاربت  مع تصريحات  رئيس هيئة استكشاف وإنتاج النفط، نبيل القوسي، الذي أكد في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة (سبتمبر في 28/3/2002)، أن الإنتاج السنوي للعام 2000م وصل الى (160) مليون برميل. وهذا الرقم، بينه وبين الرقم الذي أوردته الوزارة - واشرنا اليه قبل قليل – فارق(437ر240) برميل في العام..!!
أين تذهب تلك الفوارق الكبيرة..؟؟!!
- لا ضير مما يحدث في هذه البلاد، فالمسئولين حينما يصرحون للصحافة، لا يحملون "حاسباتهم" الالكترونية معهم ليجروا توافقا في الأرقام بينها وبين ما تم التصريح به مسبقا.. وربما هم لا يتابعون ما صرح به زملائهم قبل أشهر أو أيام.. دعونا نورد هنا تصريحان لوزير "سابق" لم يتجاوز الفرق بينهما شهران فقط.

- الأول : "   430 ألف برميل يومياً إنتاج اليمن النفطي العام الحالي سيرتفع مع دخول حقول جديدة في القطاعين 32 و S1 نهاية العام" .  وزير النفط السابق محمد الخادم الوجيه في حوار أجرته معه صحيفة (26 سبتمبر) في 11 مايو 2000م
- الثاني : "  441 ألف برميل يومياً إنتاج اليمن النفطي سيرتفع الإنتاج مع نهاية العام برفع معدل الإنتاج ودخول حقول جديدة." . أيضا وزير النفط محمد الخادم الوجيه، لنفس الصحيفة، ولكن بتاريخ 27 يوليو 2000م.
هذا في الوقت الذي يصر فيه، تقرير وزارة النفط الأخير(2006م) أن الطاقة الإنتاجية للعام  (2000م) هي
(502 ر436) ب /ي. أي بفارق : (498ر4) ب/ي. وهو فارق يصل الى (770ر641ر1) ب/عام..!!
يبدو أن النفط الذي بشر الرئيس بنضوبه، يتم إنضابه فعلا..!!

وهو ما يعزز شكوكنا بتقرير الوزارة، الذي يتضح أكثر فأكثر انه يعمل وفق برنامج كمبيوتر، حسابي يوفق بين ألأرقام الخاصة بإنتاج كل حقل بحيث تتناقص الحقول الأولى مع زيادة الأخرى وزيادة الرقم النهائي للإنتاج اليومي..!! من سيستطيع أن يعود الى الوراء ويطالب بالأرقام الحقيقية من الميدان(الحقول) من؟؟
- بتاريخ 23/11/2000م افتخرت صحيفة سبتمبر بالعنوان التالي : " اليوم تدشين إنتاج 8 آلاف برميل جديدد من القطاع 32 بحضرموت ويرتفع الإنتاج إلى 25 ألف برميل يومياً في وقت لاحق."
لاحظ أن تاريخ النشر كان قبل نهاية العام بشهر وقليل تقريبا، مما يفترض أن تزيد نسبة الإنتاج اليومي في تقرير الوزارة، عن تصريحات الوزير – التي أشرنا إليها قبل قليل – لا أن تقل بكثير..!! كما جاء في التقرير.
- اقتربوا معي من الحقائق أكثر : في الصفحة الأولى من صحيفة الثورة يوم 7 ديسمبر 2000م، صرح رئيس هيئة استكشاف النفط المهندس نبيل القوسي، أن إنتاج اليمن من النفط قد وصل إلى (440) ألف برميل يومياً من خمسة قطاعات هي قطاع 18 بمأرب والجوف وقطاع 14 بالمسيلة وقطاع 5 بمنطقة جنة وقطاع 10 شرق شبوة وقطاع 4 بمنطقة عياد. وأعلن عن اكتشافات نفطية أكد أنها (مبشرة) في قطاع (s1) بمنطقة دامس وقد اكتشفتها شركة فينتج الأمريكية.
وهذا الرقم يتوافق كثيرا مع ما ذكره الوزير "الوجيه" لكنه يختلف عن تقرير الوزارة ألأخير بفارق يصل الى أكثر من مليون برميل في العام.
  عام 2001م .. الخير يبدأ 
يعتبر هذا العام، هو العام الذهبي لليمن، ليس للشعب، إنما للإنتاج النفطي، فهو العام الوحيد الذي قال تقرير الوزارة أن الإنتاج النفطي فيه بلغ (178ر053ر160) ب/عام. ومن بعده قل ولم يعد، بل هو يستمر بالهبوط بحسب التقرير..!! يستمر بالهبوط المفاجئ بالرغم من الوعود الكثيرة التي أدلى بها المسئولون هذا العام "..أن مستقبل التنمية أصبح واعدا ويبعث على الإرتياج والاطمئنان والتفاؤل نظراً لتعدد الثروات الطبيعية في البلاد" (بارباع في 13 ديسمبر 2001، لصحيفة سبتمبر)..

وفي هذا العام تم تدشين الإنتاج في القطاع (53) شرق سار – حضرموت. كما تم البدء في الإنتاج من قطاع "32"حواريم". بمعدل مابين( 8000 -10000) ب/ي. وقالت صحيفة "26 سبتمبر" في عددها الصادر في 2/8/2001م أن هذا القطاع سيرتفع إنتاجه الى (25) ألف، برميل/ي، في العام القادم 2002م. وأنها قابلة للزيادة.
وبالإشارة الى القطاع (53) فإن وزير النفط ، صرح لصحيفة سبتمبر (المهتمة كثير بالنفط) في عددها 12/7/2001م أن التدشين سيكون في نوفمبر بواقع (15) ألف برميل /ي. وقال في في السياق أن الخارطة النفطية تزيد القطاعات الى (69) قطاعا.

كما نلاحظ فالأمور كلها (زيادة في زيادة) والخير بدأ لتوه..

لكن يا ترى ما الذي يحدث في الخفاء ولا يعلمه الوزير؟؟ أو يعلمه لكن دون أن يضرب حسابه..؟

في ذات المقابلة له في سبتمبر(12/7/2001م) قال الوزير أن حجم الإنتاج اليومي في اليمن وصل الى (460) ألف برميل يومياً.. بل زاد تأكيدا انه سيصل إلى (470) ألف برميل بنهاية العام بعد بدء الإنتاج في قطاع 53 في نوفمبر وبحجم 15 ألف برميل يومياً وهناك اكتشافات جديدة في المناطق القريبة من الحقول النفطية في حضرموت وشبوة.
النتيجة التي خلص إليها الوزير، هي الحتمية والطبيعية (1+1=2) هي حسابات لا تحتاج الى "إينيشتاين" طالما وأن الاكتشافات تزيد، والإنتاج بدوره يزداد بأرقام معروفة، فإن النتيجة معروفة سلفا. لكن للأسف لم تكن النتيجة الطبيعية، طبيعية، فتقرير الوزارة الذي جهز وفق مواصفات معينة لإغراض معينة، بالرغم من أنه بالفعل رفع أرقام الناتج السنوي لكنه لم يكن وفقا لتصريحات الوزير – القديم – كان أقل منها بحوالي (21) ألف، و(500) برميل في اليوم، وبالتالي (770ر846ر7) برميل في السنة..!! هذا إذا ما أخذنا بتوقعه الأول (460)ألف برميل/يوم، أما إذا أخذنا بتوقعه ألآخر (470) ألف، الذي توقعه حتى نهاية العام.. فالأمر سيزيد بواقع (10) ألف برميل/ي، الى ما سبق، أي بواقع (000ر550ر171) برميل في السنة. هي الفارق بين تصريحات الوزير السابق، والتقرير الحديث. وحتى نكون واقعيين أكثر فإن الوزير قال حتى نهاية العام سيكون ذلك الرقم، ولم يحدد هل هي الأربعة الأشهر أم الثلاثة الأشهر الأخيرة. ولذلك أقترح على الوزارة أن تقدم معلومات للإنتاج اليومي لكل حقل ومعدل نموه أو هبوطه اليومي، أو الشهري على ألأقل، حتى تكون المعلومات دقيقة، ونستطيع تحليلها أما هنا فإني  أعتمد على مجرد الأرقام النهائية. وقد نوهت في مقدمة موضوعي أنه ستكون هناك نسبة خطأ في نهاية الأمر، بسبب نقص المعلومات من الجهات المعنية، سواء الشركات المنتجة أم الوزارة..!!

إن ما يجعلنا متأكدين من وجود تظليل في المعلومات التي تضخها الوزارة في تقاريرها السنوية – الخاصة – هو تلك التفاوتات الرقمية بينها، وبين المعلومات التي استقيناها من تصريحات المسئولين التي تم الإدلاء بها في ذات السنوات التي نتحدث عنها، الى جانب التقارير التي تنشرها الصحافة (الرسمية أيضا) بين عام وآخر، وتنسبها للوزارة، وإداراتها المختلفة.

- إذا أخذنا مثلا الرقم الخاص بالناتج السنوي، وهو أمر من الوضوح بحيث لا يمكن التشكيك فيه بسبب طبيعة ما يحدث من تفاوتات يومية في الإنتاج.. فهو الرقم الخلاصة للعام بأكمله كيفما كان التوزيع على الأيام والأشهر.
هذا الرقم مثلا، أكد تقرير لـ"سبأ نت" بمناسبة عيد أكتوبر، ونشر في 14/10/2003م أنه كان (563ر805ر159) برميل/عام. بينما في تقرير الوزارة (2006م) أشرنا من قبل أنه بلغ (178ر053ر160) ب/عام. والفارق بين الرقمين يقترب من (ربع مليون)برميل/عام. فمن نصدق؟ وهل يعقل أن تنشر الوكالة معلومات بهذا الشكل، من غير أن تحصل عليها من الوزارة؟ أم أن هذا الرقم كان في الوزارة قبل سنوات (أي في العام 2003م – تاريخ النشر)، ثم تغير اليوم، ليوافق تركيبة معينة يراد لأعضاء مجلس النواب أن يصدقوها..!!
 العام 2002م : حصاد الاكتشافات، الى الوراء 
نبدأ الحديث عن هذا العام، بالإشارة الى توقع الوزير – السابق - رشيد صالح بارباع في 29/11/2001
 لوكالة سبأ، أن إنتاج اليمن من النفط سيرتفع في عام 2002 إلى نحو (550) ألف برميل يوميا، وذلك مع دخول شركة جديدة في الإنتاج. ألأمر الذي يشكل زيادة قدرها (100) ألف برميل يوميا عن إنتاج العام السابق.

ولو صدقت تصريحاته – لا ندري هل صدقت أم لا، مع أنه يفترض أن تصدق منطقيا – لوصل حجم الإنتاج السنوي الى (000ر750ر200) ب/عام، لكن تقرير الوزارة لا يريد أن يسعدنا ولو قليلا، لأنه ومنذ هذا العام(2002م) بدأ بسرد أرقام التدني عن العام السابق، وأنقصها الى (596 ر923ر159) ب/عام، وبواقع (147ر438) ب/ي.
هذا بالرغم من دخول قطاع (53) المبشر به سابقا، الى الخدمة الإنتاجية، بواقع (187ر20)ب/ي..!!

إن برنامج الكمبيوتر الحسابي للوزارة يقوم بمهمة الإضافة والخفض، بأحسن ما يمكن، فهو إن أضاف رقما في الحقول الأخيرة، ينقص أرقاما من تلك الحقول السابقة.  
- حسنا : في 10 يناير 2002م، أكد "بارباع" لصحيفة سبتمبر، أن الناتج اليومي من النفط وصل الى 475 ألف برميل/ يوم..!!

وفي 30 يناير 2003م، أي بعد انتهاء العام السابق نهائيا، أكد القوسي – رئيس هيئة استكشاف النفط وإنتاجه -  لنفس الصحيفة أن الناتج السنوي للعام (2002م) – الذي كان أثناء هذه المقابلة، قد مضى، بالطبع – هو (160) مليون برميل نفط..!!

والفارق فقط كان (104ر76) برميل. تقريبا، تقريبا يمكن يجيبوا أكثر من(2) مليون دولار، فقط.
هل يعقل أن القوسي كان يتحدث دون علم دقيق بالرقم الحقيقي؟؟ أم أنه كان يبالغ لقرب انتخابات أبريل 2003م.
في كلا الحالتين، الأمر يستحق المحاسبة.

أم أنها الوزارة، تضيف ما تشاء وتنقص ما تشاء، دون رقيب أو حسب..!!
نختتم هذا العام بمزيد من التصريحات لـ"القوسي" في نفس المقابلة، أفاد الأتي:
- زيادة المخزون النفطي المؤكد من القطاعات السبعة المنتجة بمقدار(238) مليون برميل نفط وذلك خلال العام 2002م.
- حفر البئر التطويرية تصور #8 بقطاع حواريم (32) الذي تدفق فيه النفط بمعدل (9000) برميل في اليوم
   العام 2003م : إنه يزيد..لكنه يقل 
- التصريحات الأخيرة، أعلاه لـ"القوسي" كانت بداية هذا العام (يناير2003م) مما يفترض أن يزيد المنتوج.. لكنه كالعادة، قل بأكثر من (2.5) مليون برميل..!!

لماذا يقل المنتوج، وكل شيء يزيد..؟ وكل شيء التصريحات والتوقعات، تقول أنه يزيد، وسيزيد..؟ لماذا؟
 – "لدينا خطة لرفع الإنتاج الى (500) ألف برميل في اليوم، خلال النصف الأول من 2003م." هكذا أكد القوسي في ذات اللقاء السابق..!!
على من يلعب هؤلاء، الذين وثقنا بهم، وتركناهم حراسا على ثرواتنا، طوال تلك السنوات.. فيأتوا اليوم ليقولوا لنا كلاما غير الذي كنا ننتظره منهم..!!
تعالوا لنعقد مقارنة سريعة في تصريحات هذا العام، حول حجم الإنتاج اليومي، لنشاهد كم سيكون الفارق بينها وبين تقرير الوزارة الأخير..
- في  6 نوفمبر 2003م، أجرت صحيفة 26ستمبر، مقابلة مطولة، مع نبيل القوسي –رئيس هيئة استكشاف النفط، أكد فيها أن الإنتاج اليومي وصل الى (440)ألف برميل.
  وفي تقرير خاص، للصحيفة نفسها، في 16 أكتوبر 2003م، نشربمناسبة اكتشاف نفطي جديد، لشركة "فانتاج الأمريكية، طاقته (390) مليون برميل، أكدت الصحيفة أن الإنتاج النفطي بلغ (450) ألف، ب/ي.
لكن التقرير الوزاري ما زال يصر على التدهور، وأنقص الرقم الى (090ر431) ب/ي..!! والى (734ر347ر157) ب/عام.
    العام 2004م : دخول "دامس "S1 الى الحلبة 
تعرفون من هو "دامس S1" هذا؟؟ إنه قطاع نفطي في محافظة شبوة، بشر به في 16 أكتوبر 2003م، حين تم الإعلان أن شركة "فنتاج" الأمريكية للنفط  اكتشفت نفطا تجاريا في قطاع (إ س 1) طاقته الإنتاجية تتراوح بين 15-20 ألف برميل يومياً،  قابلة للزيادة، و قيل بأنه ينتظر أن يتم أنتاجها في بداية العام 2004م.
لكن المفاجأة – التي لم تعد مفاجأة - أن كمية النفط في 2004م تدنت بحسب بيانات الوزارة.

- في 15/1/2004م، قال القوسي نفسه لـ 26 سبتمبر، نفسها أن "..الإنتاج في قطاع دامس S1 سيبدأ خلال الربع الأول من 2004 بحوالي 4000 إلى 3000 برميل يومياً ثم سيرتفع بعد ربطه إلى قطاع جنة ليصل إلى حوالي 15 ألف برميل يومياً.

وكان هو أيضا، ولذات الصحيفة في 30 أكتوبر 2003م، بشر أن شركة "كنديان نكسن" الكندية، أعلنت اكتشافات نفطية جديدة في القطاع 51 . و"فنتاج"  الأمريكية ستدشن إنتاجها مطلع 2004م من قطاع S1.
- في تصريح لرئيس هيئة استكشاف وإنتاج النفط لصحيفة 26 سبتمبر في 1 أبريل 2004م، أعلن فيه عن :
اكتشاف نفطي جديد في القطاع 43 بحضرموت بإمكانية إنتاج 2670 برميلاً يومياً قابلة للزيادة في حال تحسن الوضع الإنتاجي لهذه البئر.

بعد عام تقريبا : صحيفة 26 سبتمبر 21 ابريل 2005م
اكتشاف نفطي تجاري جديد في القطاع 43 بحضرموت يبدأ الإنتاج نهاية العام الحالي بـ 5 آلاف برميل ترتفع إلى 20 ألف برميل يومياً.

ومع ذلك كان إنتاج القطاع 43 عام 2005م ، بحسب تقرير الوزارة هو( 2903) ب/ي. وفي عام 2006م اظهر تقرير الوزارة انه ينتج فقط (9059). ولم تظهر الـ(20) ب/ي حتى الآن..
- وماذا بعد .. يفيد تقرير الوزارة الأخير(2006م) أن الحقل المذكور (S1)، بدء خدماته الإنتاجية في العام 2004م، لكنه رصد له الرقم (3031) كمعدل يومي للإنتاج، و(457ر106ر1) برميل/عام.
ومع ذلك فإن مثل هذا العمل أدى الى خفض الإنتاج الكلي الى (402ر992) ب/ي. والى (009ر495ر147) ب/عام. حسب التقرير الوزاري، أي ما يقارب الـ (10) مليون برميل..!!. وعند هذا الرقم الكبير، رغم ألاكتشافات الكبيرة، لن أعلق.

- الآن قررت أن ألج معكم الى لعبة الأرقام مرة أخرى، حول كمية الإنتاج اليومي.. هذه المرة يكفي أن اسردها:
 الرقم (438.000) هو حجم الإنتاج اليومي للنفط، في هذا العام، بحسب تقرير صادر عن إدارة الأعلام بوزارة النفط، ونشرته صحيفة سبتمبر بتاريخ  19 مايو 2005م.

- ألأرقام بين  (400-450) ألف، هي الإنتاج اليومي للنفط بالبرميل.. بحسب وكيل وزارة النفط، عبد الملك علامة، وقالها لصحيفة الشرق ألأوسط الصادرة من لندن، بتاريخ 17/10/2004م، بمناسبة مرور20 سنة على إنتاج النفط.  
- (380– 400) ألف. هو رقم الناتج المحلي اليومي للنفط. بحسب وزير النفط بارباع. لصحيفة26سبتمبر في 11 نوفمبر 2004م.
- (992ر402) ب/ي. هو ما أظهره التقرير الوزاري الأخير.
   العام 2005م : الفجيعة  
هذا العام كان حظه من التصريحات الجيدة، في الأعوام السابقة.. ما يجعله – بحق - عام الإنتاج النفطي. غير أنه وللأسف، تحول الى عام الفجيعة. ذلك حينما أعلن الرئيس، في 19 فبراير منه، أن احتياطات النفط المكتشف سوف تواجه النضوب في 2012م، كما قد أشرنا في الحلقة الماضية.

لكن دعونا نعرج هنا على التصريحات التي كانت تحيل الاكتشافات الى هذا العام، ليتم فيه تدشين الإنتاج الكبير.
- القوسي في حوار مع 26 سبتمبر نشرته في 25 مارس 2004م، قال أنه تم اكتشاف النفط بكميات تجارية في قطاع "51"، وأن الإنتاج فيه سيبدأ خلال 2005 بمعدل (25) ألف برميل يومياً.

وكان هذا فقط كفيلا بزيادة الإنتاج السنوي بأكثر من(9) مليون برميل. فماذا لو أن قطاعا آخر،  كان رفيقا بالدخول الى الخدمة في هذا العام..!! ذلك هو القطاع هو القطاع"43" جنوب حواريم..!! وهو القطاع الذي بشر به سابقا في 1/4/2004م. في صحيفة سبتمبر أيضا.

  كما أن القطاع "51" الذي وصفه الوزير "بارباع" بـ"حقول بشير الخير"..وقالت التصريحات، أنه سيبدأ أنتاجه في الربع الأول من 2005م، أظهر تقرير الوزارة أنه بدا الإنتاج عام 2004م بمعدل (1165) ب/ي. وفي عام 2005م وصل الى (261ر25) ب/ي، لكنه في عام 2006م ما لبث يتناقص الى ( 192ر23). مع أنه ما يزال جديدا. وأكدت التصريحات أن طاقته (390) مليون برميل. وللعلم والإحاطة، إذا كان هذا الرقم الأخير – وليس أكثر -هو مخزون القطاع، فإنه وإن ظل ينتج(50) ألف برميل /يوم. ستصل فترة عطائه الى أكثر من 21 سنة.

- ملاحظة أخرى كان القوسي قال في 15/1/2004م  لـ 26 سبتمبر : "سيبدأ الإنتاج من قطاع دامس S1 خلال الربع الأول من 2005 بمعدل 25 ألف برميل يومياً"
لكن الإنتاج في دامس حسب تقرير الوزارة وصل عام 2005م الى (8831) ب/ي. وحتى في 2006م وصل الى (10418)ب/ي.فقط. ولم يظهر الرقم (25) ألف، الذي بشر به رئيس الهيئة، حتى الآن، على ألأوراق الرسمية..!!
  العام 2006م 
- وكالة سبأ : الإعلان عن الاكتشاف النفطي التجاري في قطاع العقلة أس 2 الذي تقوم بتشغيله مجموعة النفط والغاز النمساوية (أو.إم. في) . وتوقعت الهيئة أن يبدأ الإنتاج من هذا المخزون أواخر العام الجاري 2006 بمتوسط أنتاج أولي يبلغ حوالي (5000) برميل في اليوم على أن يزداد وفقا للنتائج الأولية للدراسات إلى (10000) برميل في اليوم خلال العام القادم 2007 م ومن ثم يرتفع إلى (32) ألف برميل يوميا خلال عامي 2009-2010م قابلة للزيادة.

تقرير الوزارة أكد أن هذا القطاع أنتج خلال العام 2006م ما مقداره(024ر3) برميل /عام. أي بواقع (8) براميل/يوم. طبعا هذا الرقم كان بسبب تقسيم الناتج على كافة أيام العام.

- أعلن أيضاً عن البدء بتصدير النفط في الربع الأول من 2006 من قطاع مالك 9 بمحافظة حضرموت الذي تم الإعلان التجاري عن الاكتشافات النفطية فيه مؤخراً.

- وعن تضارب الأرقام النهائية : نجد أن وزير النفط، خالد بحاح أكد لصحيفة 26 سبتمبر في 30 مارس 2006
م، أن حجم الإنتاج اليومي هو أكثر من(400) ألف برميل. بينما أن الوزير نفسه أكد في 05-إبريل-2007
   أن حجم الإنتاج المحلي للعام 2006م بلغ (350- 360)  ألف برميل/ ي، وفقا لما نشره موقع "مايو نيوز" التابع للحاكم، نقلا عن صحيفة الحياة اللندنية. ولاحظوا أن هذه التصريحات كانت في أبريل 2007، أي بعد نهاية العام ، الذي يتحدث عنه، بأربعة أشهر. بمعنى أن الرقم يجب أن يكون قد عرف بدقة. لكن وفي نهاية الأمر جاء تقرير الوزارة ليقول أنه بالفعل (277ر365) ب/ي. بفارق أكثر من (5) الآف برميل في اليوم، و(000ر825ر1) ب/عام.
متى هذا في السنة التي ارتفعت فيها أسعار برميل النفط الى أعلى مستوياتها، منذ أعوام. ولكم أن تفكروا بعد ذلك بالنتائج.
   العام 2007م 
هذا العام لا تعلم نتائجه  حتى الآن.. لكنه لن يكون بأحسن حالا من سابقيه، الا إذا طالب مجلس النواب بتشديد الإجراءات على الوزارة والهيئة والشركات العاملة. ويفرض رقابة مشدده على الجميع. كأن يشكل لجنة أو هيئة عليا، من مختلف الأحزاب والفعاليات للمراقبة. وأن يطالب بتطبيق مبادرة الشفافية في الأستخراجات، التي وقعت عليها بلادنا مؤخرا..
ربما نكتشف أن بلادنا تمتلك من النفط ما تباهي به جيرانها.. ربما
   أمل 
حول تقرير «البنك الدولي» الأخير الذي تحدث عن «قرب نضوب النفط الخام اليمني»، أوضح وزير النفط خالد بحاح أنه «لا يكذّب التقارير الدولية»، موضحاً أنها «تأخذ زوايا معينة» وتتحدث دائماً عن الاحتياط القائم والقطاعات المُنتجة، وأضاف: «أما نحن فنتحدث عن القطاعات الإنتاجية والاحتياط القائم واحتمالات زيادته من القطاعات الاستكشافية، لهذا تقاريرنا مختلفة» الحياة اللندنية - الخميس, 05-إبريل-2007
دعاية انتخابية .. ولا "ينضب " ولا هم يحزنون
فيما كان الرئيس قد ذهب في فبراير 2005، أن النفط اليمني، متجه الى النضوب، عام 2012م.
تغيرت نبرته ومسئوليه قرب الانتخابات الرئاسية الماضية (20سبتمبر2006م)
عبارات من المؤتمر الصحفي للرئيس قبل ألانتخابات بيوم 19/9/2006م :
"..أمامنا المستقبل.. مستقبل التنمية صناعيا وزراعيا ومكافحة الفقر ومكافحة الأمية وإيجاد فرص عمل لكل المواطنين على حد سواء هذه من المهام التي سنعمل من أجل تحقيقها، وبحيث لا نرى مواطنا جائعا أو مواطنا بدون عمل هذه من ضمن مهامنا إن شاء الله ,وبلدنا واعدة بالخير، سنستمر في الاكتشافات النفطية والغازية ، ونحن على أبواب 2008م سنبدأ تصدير الغاز السائل الى الخارج وكلفة هذا المشروع قيد الإنشاء حوالي خمسة مليارات دولار، ويمكن أن نحصل من عائدات الغاز على قرابة 48 مليار دولار هذه ستعمل قفزة للتنمية وتحل كثير من المشاكل لدينا ولدينا مهام اقتصادية كبيرة لكن أقول ليست بحجم المهام التي كانت قبل اليوم . "
من مقابلة مع الحرة 19/9/2006 
وهو يرد على رغبته خلافة ولده أحمد له :
- " أنا لا أحبذ، أولا : أنا عندي ولاية هي الولاية النهائية الثانية انه ليس هناك ما يمنعه دستوريا كمواطن يمني أن يرشح نفسه للرئاسة إذا أراد ذلك. إذا اخذ برأيي أنا لا انصحه آن يترشح لماذا لأنه عندي خبرة في الحكم فهناك صعوبات جمة لمن يريد أن يتحمل المسؤولية لأنها مغرما وليست مغنما, لكن أحزاب المعارضة مثلا يريدونها مغنما وليس مغرما, يريدون آخذ كل شيء.. يريدون قصور, سيارات, يريدون يسطوا على البنك المركزي يريدون شركات النفط , يريدون الكهرباء والتلفون سطوا, وليس تقديم خدمة للوطن, تقديم مشاريع.."
- لماذا تحدث الرئيس عن شركات النفط..؟ حسب علماء النفس هناك ما يسمى بالإسقاط.. وهو أن تتحدث عن الأشياء التي تفكر بها وتنسبها للآخرين.
(الميثاق 8 مايو 2006م)
مانشت : رئيس الجمهورية: اليمن واعدة بثرواتها النفطية والغازية والمعدنية.
* أما بخصوص وزير النفط فنكتفي بالخبرين التاليين  :
في 5/8/2006م. مأرب- سبأنت:
العنوان الرئيسي : اعتبره قطاع واعد.. وزير النفط والمعادن يحث شركة صافر على تنفيذ استكشافات جديدة في القطاع الـ18  
 الخبر :حث خالد محفوظ بحاح وزير النفط والمعادن قيادة شركة صافر لعمليات الاستكشاف والإنتاج, بتنفيذ استكشافات جديدة في القطاع (18) بمحافظة مأرب, واقتحام غمار الاستثمار المخطط والمدروس في قطاعات نفطية أخرى .. معتبرا القطاع (18) بأنه قطاع بترولي واعد كون أعمال الاستكشاف فيه لم تشمل حتى الآن سوى 30 بالمائة من إجمالي المساحة الكلية للقطاع."
- التعليق : تلك التصريحات للوزير لا يمكن توافقها مع تقارير الوزارة الأخيرة التي تقول أن هذا الحقل يتناقص بشكل كبير، وتدنى من أعلى قيمة له (699ر059ر72) ب/ عام، وذلك في العام 1991م الى أقل قيمة له (752ر064ر25) ب/ عام، في العام الماضي 2006م.
    -  سيئون - سبأنت: 06/09/2006 
"..اطلع خالد محفوظ بحاح وزير النفط والمعادن اليوم على سير العمل في القطاعات النفطية الإنتاجية (32 و43) لشركة (دي.إن .او) والقطاعين (14و51) لشركة كنديان نكسن في منطقة المسيلة بمحافظة حضرموت .
و استمع الوزير من المختصين في الشركتين إلى مراحل العمل التي تتم في هذه المواقع وما شهدته عمليات الإنتاج من أعمال تطويرية ،متعرفا على بعض مكونات المنشئات النفطية وحجم التجهيزات الفنية فيها ومستوى الأداء للكوادر العاملة بالإضافة إلى مستوى الإنتاج اليومي هذه القطاعات من النفط حيث بلغ في القطاع (32) التابع لشركة (دي.إن .او) (16) ألف برميل. ومن المتوقع أن يرتفع بنهاية الشهر الحالي ليصل إلى /20/ ألف برميل يوميا فيما يبلغ حجم الإنتاج النفطي بالقطاع (43) ثمانية آلاف برميل يوميا وفي القطاع (14) التابع لشركة كنديان نكسن يبلغ الإنتاج اليومي (140) ألف برميل نفط.
- التعليق :
تقرير الوزارة الأخير يقول أن القطاع (32) حواريم : يحقق إنتاج يومي (733ر10) ب/يوم، والفارق بالطبع أكثر من (5) الآف برميل في اليوم. وحسبتها معروفة بالشهر والسنة..!!
بل يقول الخبر أنه من المحتمل أن يرتفع نهاية الشهر..!! وهو ما يجعلنا نفكر كثيرا من مغزى فكرة النضوب الأخيرة.  
- جميلة هي أيام الانتخابات حينما تقدم لنا بعض هذه الحقائق.
--------------------
يناير 2008


السبت، 12 يناير 2008

اليمن.. كذبة نضوب النفط ( 1- 2 )


حقيقة النفط اليمني.. من تصريحات المسئولين ووثائق الجهات المعنية
في كل مرة، كان الرئيس على عبد الله صالح - كبقية المسئولين - يتركوننا بعد خطاباتهم، على بحر من الأحلام وآمال من العيش الرغيد.. من أن سنوات قليلة فقط تفصلنا عن تحسن أوضاعنا المعيشية، وتعويض عذابات سنوات من الفقر والحرمان..!!

فجأة وبدون مقدمات في  19 فبراير من عام 2005م.. – وبعد 27 عاما من حكمه، و 21 عاما من اكتشاف النفط في 1984م،  قلب الرئيس الطاولة حين أعلن أمام أعمال الدورة الرابعة لـ " اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام (حزبه) .."  بان احتياطات النفط المكتشف سوف تواجه النضوب في العام  2012م . ليضع الشعب اليمني، في صراع، لكن هذه المرة، مع علامات استفهام بحجم  السنوات التي عاشها، دون أن يكون له نصيبا من الرخاء – كالشعوب الخليجية المجاورة، أو النصف مما تمتعت به على مدى سنوات أكثر بكثير من سراب عقدين، لم يشهد فيهما سوى الأماني، والأحلام الوردية..!! وأخيرا .. الكارثة التي بشر بها بقلي بارد..

على أن التفكير في سنوات الخدمة الرئاسية، وسنوات الخدمة النفطية، تجعلنا نعتقد أمرين. الأول: يجعل من تلك التصريحات محاولة لإبعاد الآخرين من كنزه الثمين، الذي ظل وفيا له وحده منذ اكتشافه. أما الأمر الثاني يجعلنا نعتقد أنه ربما حاز على دعوة والدين صالحين لم تخب دعوتهما، لتظهر تلك ألاكتشافات الثمينة،بعد توليه الحكم بسنوات، وتنتهي قبل انتهاء مدته الدستورية بسنة واحدة فقط.
   تشكيك وتساؤلات 
كانت الصدمة مروعة، بحجم المفاجأة، سيما وأن تصريحات المسئولين عن الثروة النفطية والمعدنية، ظلت ومنذ ما قبل الوحدة، وحتى أسابيع من هذا الإعلان، وهي تتحدث عن اكتشافات نفطية كبيرة، ستؤدي الى زيادة الإنتاج اليومي.. عدى تصريح واحد لوزير النفط  د.رشيد صالح بارباع - في 3 فبراير 2005م –، ومع ذلك فقد  أرجع أسباب انخفاض الإنتاج الى مشكلة فنية هي  الماء المصاحب للنفط بكميات كبير. لكنه أكد - في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة 26 سبتمبر، في 3 فبراير 2005م، امتلاك وزارته،  رؤى " للحفاظ على مستوى الإنتاج الحالي مع إمكانية زيادته بالمستقبل من خلال الآبار الكثيرة القديمة المغلقة التي تعرضت لمشاكل فنية ولابد من فتحها مرة أخرى لإنتاج أي كمية منها لرفع الإنتاج النفطي."

وقبلها في 16 يناير 2005م، قام الرئيس بزيارة تفقدية الى وزارة النفط.. وفي صدر صفحتها الأولى اليوم التالي، ظهرت صحيفة الثورة الرسمية بالعناوين البارزة التالية :
- الإعلان قريباً عن اكتشافات نفطية جديدة والبدء بتصدير الغاز المسال وافتتاح منجم للرصاص والزنك.
- سيتم خلال أيام الإعلان تجارياً عن كمية الاكتشافات في عدد من البلكات النفطية الجديدة وهي البلك 43 والبلك 9 والبلك 20.

وطوال السنوات الـ (15) منذ قيام الوحدة وحتى 2005م، لم تكن التصريحات تتحدث عن تراجع الإنتاج النفطي، بل على العكس، كانت تتحدث عن زياداته التدريجية، حتى أن بعض تلك التصريحات ذهبت الى إمكانية ارتفاع المنتوج النفطي الى مليون برميل في اليوم.

وإذا ما استعرضنا تلك التصريحات منذ العام 1991م، وحتى اليوم، سنجد أنها تشير بكل صراحة الى تزايد الاكتشافات، والآبار الإنتاجية، وكمية المستخرج، وعدد الشركات العاملة، وهو الأمر الذي يتناقض كليا مع فكرة تدني الإنتاجية والوصول الى النضوب في ظرف سنوات قليلة لا تزيد عن خمس سنوات، حسب تصريحات الأخ الرئيس.
لقد شكك اقتصاديون بالأرقام التي تضخها وزارة النفط، وعد الكثير منهم، أن مشكلة الأرقام الصحيحة لما تستخرجه بلادنا وتصدره من النفط، هي المشكلة الأكبر منذ اكتشافه وحتى اليوم.. !! ولذلك كانت تصريحات المسئولين طوال تلك الفترة، والى اليوم، مشوبة بالتناقض بين الحين والآخر. وفي إحدى المحاضرات التي أقيمت في المركز اليمني للدراسات الإستراتيجية 18(في 18/مايو/2005 )، حول "مستقبل إنتاج النفط في اليمن" شكك  الخبير الاقتصادي عبد العزيز الترب بدقة الأرقام الحكومية، التي أوردها وزير النفط، حول انخفاض  الإنتاج في الحوضين النفطيين مأرب – شبوة وسيئون - المسيلة.لافتا الى وجود سوء إدارة في القطاع النفطي .. وأن هناك سياسة غير واقعية في التعامل مع الثروة النفطية. وقال " أن المنطقة تتمتع بكميات هائلة من المخزون، وأن الأرقام المعلنة بحاجة إلى إعادة نظر وأن الإنتاج المعلن عنه ليس دقيقاً.." وتساءل  "إذا كانت المؤشرات كما تتناقلها عدد من الدراسات والمقالات والتصريحات فلماذا قامت استثمارات خارجية في ضخ أموالها لبناء مصفاة حضرموت..؟؟".
   تناقض بين التقارير الرسمية، والتصريحات 
استندت معلومات النضوب أمرين : الأول تقرير للبنك الدولي، أكد فيه أن بلادنا استنزفت ثلثي المخزون النفطي حتى العام، 2003م، وأن الناتج المستخرج من النفط، سيتدني الى النصف. بينما الأمر الثاني، بدأت بتأكيده تقارير البنك المركزي اليمني وبشكل واضح منذ بداية العام الحالي. إذ كشف البنك المركزي عن انخفاض عائدات النفط المصدر(حصة الحكومة ) خــلال الفترة : يناير- ابريل 2007 وصل الى 789.48 مليون دولار مقارنة بـ مليار و (488 ) مليون دولار خلال يناير- ابريل 2006م، أي  بانخفاض قدره 43.32% في الكمية و 46.97% في القيمة.
وعزا ذلك إلى تراجع الإنتاج النفطي إلى (13.46) مليون برميل في الفترة يناير – ابريل المنصرم ,مقارنة بـ   ( 23.74) مليون برميل في الفترة المقابله له من العام الماضي، وتراجع معدل سعر البرميل الى (58.66) دولار مقارنة بـسعره السابق ( 62.71 ) دولار في الفترة المقابلة له من العام الماضي.
والشيء الغريب أن هذا التقرير الرسمي، جاء ليؤكد توقعات البنك الدولي، ويكذب بوضوح تصريحات المسؤلين اليمنيين، من أصحاب الشأن، الذين ظلوا حتى أسابيع قريبة من الآن يصرون على وجود اكتشافات نفطية جديدة، وكبيرة، سترفع من كمية الإنتاج اليومي، وليس العكس، كما جاء في تقرير البنك المركزي الأخير، الذي اشرنا اليه قبل قليل.

ففي 15 يناير- كانون الثاني 2007م، توقع رئيس هيئة استكشاف وإنتاج النفط اليمنية الدكتور أحمد عبد اللاه – في تصريحات لصحيفة 26 سبتمبر،  ان يشهد العام 2007 ارتفاعا في عدد القطاعات النفطية الاستكشافية من 26 الى 47 قطاعا تديرها شركات عالمية من مختلف الجنسيات .

وبحسب نص الخبر : قال رئيس الهيئة أن خطة الهيئة ستتركز على التنقيب عن النفط في البحر ووضع عدد من الامتيازات في المنافسة الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر , مشيرا الى وجود حقول غير مستغلة حتى الآن ومنها قطاع ( اس 1) في محافظة شبوة الذي تشير الأرقام الى أنه يحتوي على نصف مليار برميل من النفط الثقيل . وأوضح أن الاحتياطي النفطي لليمن يقدر حاليا بحوالي 9.7 مليار برميل والإنتاج بـ (370)ألف برميل يوميا ..متوقعا زيادة قريبة في الإنتاج بعد دخول عشرة آبار جديدة خطة الإنتاج.."

وأكد أن الهيئة تهدف لإعادة الإنتاج الى ما كان عليه في حدود 400 ألف برميل يوميا. ..!!
مثل هذه التناقضات، الى جانب ما سنورده في بعض تصريحات المسئولين هنا (منذ 1990 وحتى 2007م)، جعلت الكثير من المراقبين يؤمنون أن وراء الأكمة ما ورائها. خصوصا إذا ما ربطنا ظهور قصة النضوب، عقب بروز أصوات تنادي بضرورة معرفة الأرقام الحقيقية للناتج والمصدر، وضرورة احتساب فوارق الأسعار العالمية ( بعد ارتفاعها بشكل كبير) وضمها الى الميزانية..!! الى جانب بعض تلك الأصوات التي نادت بضرورة، إخضاع الشركات النفطية اليمنية المشاركة، للتنافس الحقيقي، في الحصول على امتيازات المشاركة مع الشركات الأجنبية. خصوصا إذا ما عرفنا أن معظم تلك الشركات اليمنية، يمتلكها مسئولون أو أبناء مسئولين كبار في الدولة. 
   ما نشتات متوالية نحو الاطراد لا النزيف 
على عكس ما يتم إعلانه مؤخرا، زخرت السنوات الأخيرة (1995 – 2007 )، باكتشافات نفطية، وغازية كبيرة.. حتى العامين الأخيرين الذين تليا تصريحات النضوب، أكدت تصريحات المسئولين أنهما زخرا بمزيد من تلك الاكتشافات ( يلاحظ أن البنك الدولي ربط أمر النضوب، مع انعدام الاكتشافات النفطية المستقبلية)..

 ولما كنا قد قررنا تتبع التصريحات منذ العام 1995م.. لن نحرم القارئ من تصريحات مهمة صدرت في العام 1993م، وأهمية تلك التصريحات تكمن في كونها أشارت الى حجم الناتج السنوي، وأسقطت، توقعاتها لما سيصل اليه الناتج اليومي خلال العام 2000م..

-  بمناسبة أعياد سبتمبر..نشرت صحيفة الثورة الرسمية يوم 26 سبتمبر 1993، تقريرا عن الاستكشافات النفطية في اليمن خلال ثلاث سنوات 1990 – 1993، وأحتوى التقرير على المانشيتات والعناوين التالية:
- ما نشت : " تطورات متسارعة في مجال الاستكشافات النفطية. - بعد تدشين إنتاج المسيلة.. الإنتاج اليومي من النفط 300 ألف برميل" .. لاحظوا هنا أن هذا الرقم كان قبل 14 سنة تقريبا، وهو نفس الرقم الذي تتراوح تصريحا المسئولين حوله وأكثر بقليل هذه الأيام..!!

- مانشت : " من المتوقع أن يصل حجم الإنتاج السنوي إلى 850 مليون برميل نهاية العام الجاري."
-  ما نشت : "الإنتاج اليومي المتوقع من النفط في نهاية عام 2000م حوالي مليون برميل.".
  والآن نعود الى تصريحات ما بعد 1995م 
- العام 1996، 15 من شهر أكتوبر نشرت صحيفة الثورة الرسمية خبرا عن تدشين رئيس الجمهورية للمرحلة الأولى لإنتاج النفط من حقول جنة.
ويشير الخبر الى أن  وزير النفط، أكد بالمناسبة أن (844 )مليون برميل، هو حجم المخزون النفطي في قطاع جنة، مع تأكيده بأن الاستكشافات مستمرة. وعلى ذمة ماورد في الخبر، فإن الوزير أكد أيضا أن  إنتاج هذا القطاع سيساهم في تحسين الوضع الاقتصادي وتحسين دخل الفرد اليمني.

أما صحيفة سبتمبر وحول ذات المناسبة فقد نسبت لـ "العطار"  تصريحات يقول فيها : بأن الإنتاج الأولي لحقل جنة النفطي هو ( 15) ألف برميل،  وسيرتفع إلى 72 ألفاً أوائل عام 1998م. ..!!
- العام 1997م : أوردت صحيفة سبتمبر الصادرة بتاريخ 26 يونيو، خبرا يقول بأن " أكثر من 1.7 مليار ريال هي إيرادات شركة النفط اليمنية بحضرموت من يناير إلى مارس 1997م." لاحظ أن هذا الرقم فقط لثلاثة اشهر، وفقط لشركة النفط بحضرموت..!!

- العام : 1999م : في يوم 26 سبتمبر، أكد محمد الخادم الوجيه – وزير النفط.. لـ(ملحق النفط والغاز) الصادر عن صحيفة 26 سبتمبر "أن عمليات الاستكشاف تنبئ عن الكثير من مكنوز الأرض اليمنية وهناك العديد من النتائج التي تبشر بوجود النفط في أكثر من قطاع يتوقع أن تدخل مرحلة الإنتاج خلال الفترة القادمة.."

- ولذات الملحق أكد الدكتور وليد جزراوي – المدير التنفيذي لشركة كنديان اوكسيدنتال بتروليم يمن في حوار صحفي أن إنتاج شركته من النفط في حقل المسيلة، تزايد منذ تصدير أول شحنة في سبتمبر 1993  بشكل مضطرد حتى وصل عام 1999 إلى 210 آلاف برميل باليوم كما تزايدت الاحتياجات النفطية بصورتها الإجمالية إلى أن بلغت عام 1999 (800) مليون برميل. (لاحظ أن هذه الأرقام الكبيرة من حقل واحد فقط ..!!)

وأكد في الحوار، أن اليمن بلد واعدة بالثروات النفطية،  وأنها – في معظمها - لم تستكشف بعد ، مشيرا الى أنه حاليا تجرى دراستها بعمليات استكشاف مكثفة ..!!

وفي 14 أكتوبر، من نفس العام، أجرت صحفية 26 سبتمبر لقاءا صحفيا مع وزير النفط – حينها - محمد الخادم الوجيه، وأكد في الحوار، أنه تم اكتشاف النفط في حقل رقم 32 ، مؤكدا أن البدء في تصديره سيبدأ بداية العام  2001م ، وقال أن هناك  اكتشافات لحقول أخرى، لكنها لم تطور على أسس تجارية، لا فتا أن ذلك قد يحدث خلال أشهر قليلة. وقال أن ارتفاع سعر البرميل الى (15) دولار – حينها – سينعكس في تحسين مستوى معيشة المواطنين..!

- وفي العام 2000م  نسبت صحيفة 26 سبتمبر في 3 فبراير، لنائب وزير النفط، تصريحات أفاد فيها أن معدل الإنتاج في عام 99 19م، بلغ 428 ألف برميل يوميا، وكالعادة لفت الى أنه ً "سيرتفع قريباً بعد دخول حقلين جديدين مرحلة الإنتاج "
- وفي  21 سبتمبر من نفس العام، أكد وزير النفط، لصحيفة سبتمبر، على توسيع الاستكشافات النفطية في المياه الإقليمية اليمنية
- وفي 23 نوفمبر، نشرت الصحيفة ذاتها خبرا يتحدث حول تدشين إنتاج 8 آلاف برميل جديدة من القطاع 32 بحضرموت، قالت أنه سيرتفع إلى 25 ألف برميل يومياً في وقت لاحق.
- وفي نهاية العام وبالتحديد في 7 ديسمبر نشرت صحيفة الثورة الرسمية خبرا هاما في الصفحة الأولى، عبارة عن تصريحات للمهندس نبيل القوسي – رئيس هيئة استكشاف وإنتاج النفط،  إبرازت فيه العنوانين التالية : -
- 90% من مساحة الجمهورية قابلة للاستكشافات النفطية.

- احتياطي اليمن من النفط 5.7 مليار برميل و 16 ترليون قدم مكعب من الغاز.
وفي الخبر أكد القوسي على اكتشافات نفطية قال أنها (مبشرة) في قطاع (s1) بمنطقة دامس، اكتشفتها شركة فينتج الأمريكية. وأضاف بأن تلك النتائج قد ظهرت من خلال اختبار البئر الاستكشافية الأولى في قطاع (النعيم / 1) وتم بعدها حفر ثلاثة آبار أخرى بنفس القطاع وأظهرت نتائج مبشرة تبعث الطمأنينة على ما تختزنه الأرض اليمنية من ثروة نفطية وأشار إلى أن إنتاج اليمن من النفط قد وصل إلى 440 ألف برميل يومياً من خمسة قطاعات هي قطاع 18 بمأرب والجوف وقطاع 14 بالمسيلة وقطاع 5 بمنطقة جنة وقطاع 10 شرق شبوة وقطاع 4 بمنطقة عياد.
   كفاية
* في هذا العدد نكتفي عند هذا الحد، لنواصل في الأعداد القادمة – بإذن الله -  سرد بقية التصريحات وتناقضاتها خلال الفترة ( 2000 – 2007). ومعها سنعقد مقارنات بين الأرقام المتناقضة ، التي أدلى بها المسئولين، للصحافة حول الإنتاج المحلي للبراميل النفطية في اليوم، والسنة، والإيرادات الناجمة عنها بتناقضاتها، وعدم عقلانيتها، مع التمعن في تصريحات المسئولين، التي لحقت تصريحات الرئيس بعد عام 2005م، وناقضتها كليا من حيث أنها تثبت زيادة الإنتاج والإيرادات، والبشائر التي ما زالوا "يغمسوننا" بها من شهر الى آخر حتى اليوم..!!

وحتى يحين الخميس القادم.. علينا أن نفكر جديا فيما يحدث من استغفال رغم ما تمنحنا الديمقراطية من قوة لرفضه والحصول على حقنا، في الوقت الذي تحصل فيه الشعوب الخليجية على حقها القادر على إبقائهم برخاء، رغم انعدام تلك الديمقراطية، التي باتت تستخدم كقوة للإبقاء على الاستبداد المشرعن..

 لعل أغلبنا اليوم، يحلم بالحصول على فيزة مغادرة الى تلك الدول والممالك، والأمارات والسلطنات، التي حافظت على كرامة أبنائها، وجعلتهم يمنحونها ولاء، وحبا، أنعدم في الجمهوريات الشمولية.
------------------------
يناير 2008


الجمعة، 4 يناير 2008

اليمن.. أجندة 2008م السياسية



استحقاقات ما بعد النضال السلمي، وقبل انتخابات 2009م
 
 
- عبد الحكيم هلال
   a.hakeem72@gmail.com
  
64imag
-
 حينما استقبلنا العام الفائت 2007م، كنا لتونا قد خرجنا من عام حافل بالإستحققات السياسية، كان أهمها الانتخابات الرئاسية والمحلية (20سبتمبر 2006). مثلت فيها الانتخابات الرئاسية مؤشراً تحولياً هاما لما بعدها من استحقاقات، ليس لكونها كشفت معظم أوراق أطراف العمل السياسي في البلاد (سلطة ومعارضة) أثناء خوضهما أشرس منافسة انتخابية على المقعد الأول في السلطة، إنما أيضاً لكونها وضعت الحزب الحاكم ورئيسة، رئيس الدولة، في وضع لا يحسد عليه أمام الجماهير التي اعتقدت أنه يجب إتاحة فرصة إضافية للرئيس وحزبه – ربما تكون الأخيرة – من أجل تنفيذ وعوده الانتخابية من أجل “يمن جديد”..

- لقد بدا الأمر جاداً هذه المرة عقب أن قررت المعارضة توسيع أفق الديمقراطية وولوج دائرة الصراع في العمق (لا كما اعتادت على المناورة عن بعد والبقاء في الأطراف خوفا من الأنقلاب على التحول الديمقراطي). حينها فقط ظهرت على وعود الرئيس وحزبه نبرة مختلفة، أشبه ما تكون بـحشرجات المذنب الذي يلتمس “التوبة الأخيرة”..!!

وحين استقرأت الصحوة – بداية العام المنتهي 2007م – الآراء حول استحقاقاته كعام جديد، كان سلطان البركاني – الذي ظل يشغل موقعه كأمين عام مساعد لقطاع الإعلام في الحزب الحاكم حتى الأسبوع الماضي، ومن ثم تحول لقطاع السياسة -  يتحدث عن عام خارق “سيشهد تحولات نوعية كبيرة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية..” وأكد فيما أكد أنه سيكون العام الذي “يوضع فيه برنامج الرئيس الانتخابي موضع التنفيذ، من بداية العام..” !!

بيد أن الجماهير شهدت – طوال العام - ندوات مختلفة كرسها حزب الرئيس لمناقشة برنامجه. وقبل أن يغادرنا العام (الذي أعتبره البركاني – ضمن تلك التصريحات – أنه “سيكون، بالنسبة للرئيس والمؤتمر، ليس بمثابة اختبار فقط، بل أنه سيكون دالا على المصداقية وعنوان للمستقبل”..!!).. قبل أن يغادرنا بأشهر قليلة، بدء الرئيس التفكير بالانتقال الى خطوة تالية، بتشكيله “لجنة تنفيذ برنامج الرئيس”. وعلى مدى تلك الأشهر المتبقية لم تنجز اللجنة سوى بضعة اجتماعات وتصريح واحد أكتشف فيه رئيسها أن المعارضة تتآمر على برنامج الرئيس وتعمل على إعاقته عبر المظاهرات والأعتصامات..!! وهو ما أعتبره البعض تذرعاً لم يتضمن جديداً سوى الإعلان المبكر لفشل محتوم. وهو كذلك بسبب ما اعتبرته المعارضة منذ سنوات بـ “انعدام الإرادة السياسية الحقيقية للإصلاحات”.

 وعلى ذلك يمكن اعتبار تصريحات البركاني اللاحقة – ضمن استقراء العام الماضي – بتشديده على “ضرورة تنفيذ تلك الإصلاحات”، على أنها  مجرد تهويمات مكررة لا غير..!! حتى وإن أعتبرها “القضية الرئيسية للحزب الحاكم، والتي يجب أن تتجه إليها جميع الجهود والطاقات للعمل على تحقيق الطموحات التي حملها البرنامج” بل إنه زاد أن أعتبرها “تمثل كل الضرورة لبناء الوطن اليمني”..!!

على أن السخرية التي حافظ عليها الرجل، حين سألته عن آليات التنفيذ – قبل عام – قال دون تردد “أن جميع الآليات الخاصة بالتنفيذ قد أعدت وستكون جاهزة للتنفيذ في كافة المجالات. وإن كانت القضية الاقتصادية تمثل المرتبة الأولى في الاهتمام، والتي يدخل فيها تحسين المستوى المعيشي للمواطنين والتوجه نحو المشاريع المولدة للدخل ، الخالقة للنمو الاقتصادي”..!!

- الواقع أن مزيد من التدهور لحق بالوطن والمواطن، في الاقتصاد قبل السياسة. في مضاعفة عجز المواطن عن شراء حاجياته الأساسية من الغذاء، قبل تفجر الاحتقانات. في فشل المعالجات الحقيقية للمشاكل، قبل فشل الحوارات السياسية.

- السياسي المستقل علي سيف حسن، كان رابع أربعة سياسيين تم استقرائهم بداية العام الماضي ( بقية الأربعة هم : عبد الوهاب الأنسي، عن الإصلاح، وياسين سعيد نعمان عن الإشتراكي) وقد أعتبر السياسي المستقل أن “المحك” الحقيقي سيكون خلال الأشهر الثلاثة الأولى، فإما “أن ينطلق قطار التغير أو نتعثر”..!! ولقد اتضح جلياً أن قطار التغيير الذي كان الرجل يأمل انطلاقه، تعثر، وأضافت اليه السلطة استحقاقات إضافية باتت تجرجرها معها بصعوبة، حتى ولجنا هذا العام الجديد 2008م على أحمال ثقيلة
 
   2008م أجندة استحقاقات إضافية
- إضافة الى ما سبق الإشارة إليه من استحقاقات متنوعة في كافة المجالات، راكمتها السلطة على الجميع منذ أعوام دون تقديم الحلول المناسبة لها، أو حتى جدية الحوار حول التوافق عليها، فقد رحلت لنا الى عامنا هذا أجندة سياسية ثقيلة، قد لا يتمكن الجميع على حلها. وفي حالة أن استمرت السلطة على ذات المنهج السياسي الشمولي، فمن الممكن أن تدخل البلاد في أزمات إضافية أشد قد لا يحمد عقباها.

وتتمثل تلك الأجندة بالاستحقاقات التالية :-
- القوانين : انتهى العام الماضي على خلافات حادة حول تعديلات مجموعة قوانين، كانت أشدها حول تعديلات قانون الانتخابات. ففي حين تؤكد المعارضة على أن مشكلتها الحقيقية تتمثل في قانون الانتخابات وتعتبر أن إصلاح العملية الانتخابية، البوابة الأولى للوصول الى الإصلاح السياسي الوطني الشامل. تصر السلطة على عدم تحقيق تلك التعديلات على طريقة المعارضة. وتتهم المعارضة السلطة رغبتها بالاستمرار في السيطرة على اللجنة العليا للانتخابات، من خلال رفض فكرة التوازن فيها. حيث أن المعارضة تعتبرها الحكم الفصل المحايد في حل الخلافات بين الجميع، وتشدد على أن إجراء تعديلات في القانون يجب أن يكون توافقياً لمصلحة الجميع وليس لمصلحة حزب بعينه. بينما يرفض الحزب الحاكم الفكرة ويسعى لفرض أعضاء اللجنة  من خلال الميكانيكية العددية في مجلس النواب..!!

وعلى تلك الخلافات أنهى المؤتمر الحاكم حواره مع أحزاب اللقاء المشترك، بطريقة مفاجأة، بعد أن قدمت هذه الأخيرة مقترحاتها، بحسب ما نصت عليه شروط عودة الحوار الموقعة في 8/11/2007م. وأعلن المؤتمر – بعد أيام - أنه سيشكل اللجنة العليا للانتخابات، مستخدما قوته العددية في المجلس النيابي، وهو ما رفضته المعارضة، وهددت بتصعيد رفضها وتجميد عضوية كتلها البرلمانية في المجلس إن أصر الحاكم على قراره.

وبحسب التوقيت وانتهاء الفترة القانونية للجنة الانتخابات الحالية، فإن هذه القضية ستمثل المعركة الأولى خلال فترة انعقاد مجلس النواب القادمة والتي ستبدأ هذا الشهر.

أما بقية الأجندة القانونية فهي وإن شملت تعديلات قوانين عدة، غير أن المؤشرات الأولية تؤكد أن الخلافات حولها لن تكون كبيرة، وإن ظهرت بعض المؤشرات الخلافية حول بعض التفاصيل البسيطة. تلك القوانين أشارت إليها اتفاقية بنود الحوار الموقعة بين الحزب الحاكم وأحزاب المشترك في 16/6/2007م ويمكن الإشارة إليها أجمالا كالتالي :- 
- الإصلاحات الدستورية :  وهي الإصلاحات التي تدخل تحتها إصلاحات النظام الانتخابي محل الخلاف الذي اشرنا اليه، الى جانب تطوير العمل البرلماني من خلال نظام الغرفتين .

- تطوير نظام السلطة المحلية وانتخابات رؤساء المجالس والتقسيم الإداري. وقد أعدت وزارة الإدارة المحلية مشروعا بتلك التعديلات ستقدم الى مجلس النواب هذا العام لإقرارها، ومن المتوقع أن تشتعل الخلافات حول بعض النقاط مثل آلية انتخاب المحافظين ومدراء المديريات.

- القوانين الخاصة بالحقوق والحريات: وتشمل قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية – وقانون الصحافة والمطبوعات - وتطوير القوانين الخاصة بالتعبيرات السلمية - وقانون النقابات ومنظمات المجتمع المدني. وهي منظومة قوانين هامة ضمن استحقاقات الديمقراطية الفعلية، ويدور حولها جدل حاد منذ سنوات، ويبدوا أنها لن تمر بسهولة.

- والى جانب ما تضمنته وثيقة بنود وقضايا الحوار، هناك قضية أخرى تتمثل بمبادرة الرئيس حول تغيير شكل النظام الرئاسي الحالي من نظام رئاسي برلماني، الى نظام رئاسي فقط. وهي القضية التي أثارت جدلا واسعاً عقب أن أعلنها الرئيس في أحد خطاباته قبل نهاية العام الماضي بأشهر قليلة. ويتضح من خلال بعض تصريحات المعارضة وما تنشره صحافتها أن تلك الفكرة مرفوضة من حيث المبدأ كونها تزيد من تكريس صلاحيات الرئيس التي تعتبرها المعارضة إحدى المشاكل القائمة في الوقت الحالي بالرغم من أن النظام الحالي مختلط، إذ كيف سيكون الوضع في حالة النظام الرئاسي، الذي لا يصلح تطبيقه بالأساس إلا في مجتمعات ديمقراطية متقدمة، يسيطر فيها حكم القانون لا عرفه أو مزاجه..!!
 
 الإعداد لانتخابات 2009م 
- ربما كانت الأنظار جميعها (سلطة ومعارضة) تترقب في الوقت الحالي، انتخابات البرلمان المتوقع إجرائها في 27 ابريل 2009م القادم. والتي ستبدأ مرحلة الأعداد لها هذا العام، بل أنها قد بدأت بالفعل بالخلاف حول اللجنة العليا للانتخابات، وتعديلات القانون الحالي. وفي حالة أن تم التوافق على تشكيل أعضاء اللجنة ستدخل أطراف العملية السياسية في حوار آخر الى جانب تعديلات القانون، ومن أهم تلك الخلافات قضية تصحيح سجل الناخبين الحالي، وتشكيل اللجان الانتخابية، وإجراءات تسجيل الناخبين والطعون والدعاية الانتخابية وتحييد المال العام… الخ، من المواد التي قدمت أحزاب المشترك تعديلاتها قبل أشهر ونشرت معظمها عبر الصحافة التابعة لها.

ومن المتوقع أن يشهد هذا العام معارك واسعة حول تلك الإعدادات المختلفة لانتخابات 2009م، حيث تؤكد المؤشرات على نية المعارضة خوض المنافسة بقوة، مستندة على قوة الشارع التي يعكسها تذمر الناس من زيادة تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والحقوقية. وقد يزيد من قوة المواجهة إدراك الحزب الحاكم لتلك النقطة التي تصب في مصلحة المعارضة، وبالتالي سيعمل قدر استطاعته في السيطرة على اللجنة العليا للانتخابات ولجانها الفرعية واستمرار الأوضاع الحالية على ما هي عليه تحت سيطرته..!! المؤشرات التي انتهى إليها العام الماضي، وما تلاها بداية هذا العام، تؤكد تقاطع الطرفين وتبشر بمعارك أكثر حدة يرفع من توقعاتها إصرار المعارضة هذه المرة على تصحيح أوضاع النظام الانتخابي المختلة. وهي هذه المرة يبدو وكأنها لا تنوي التراجع أو تقديم التنازلات كما كانت تفعل طوال الفترة الماضية، إذ باتت تؤمن هذه المرة أن الأوضاع لم تعد تحتمل تأجيل التحول الديمقراطي الذي يبدأ بتغيير مهم وواسع على مستوى النظام الانتخابي القائم.  
 
   صعدة + القضية الجنوبية 
- تدخل القضيتان العام الجديد بظروف مختلفة عن الأعوام الماضية. فالحرب في صعدة التي بدأت عام 2004م، فشلت فيها كافة الوساطات الداخلية والخارجية. كان آخرها الوساطة القطرية التي كان الجميع يؤمل عليها إنهاء المواجهات. و تشير الأخبار خلال الأيام الماضية، أن الحوثيين أعادوا ترتيب أوضاعهم وخططهم ليعودوا الى المعركة بقوة. وبالجملة قد يوحي استمرار المواجهات منذ العام 2004م الى ضعف وفشل الجيش في القضاء على مجموعة قليلة من المواطنين. وهو الأمر الذي كانت تخشاه السلطة منذ شرارة الحرب الأولى. ولعل أكثر ما يخشى في معاودة تلك الحرب من جديد هو توسعها أكثر من ذي قبل إن صدقت التهديدات الأخيرة للقائد الميداني عبد الملك الحوثي. إن تم ذلك أمام عجز السلطة من الوصول الى حلول نهائية عبر معاودة الوساطة القطرية من جديد، فإن الأمر سيسوء، على السلطة وستدخل معها الوطن في أتون أربعة صراعات متداخلة : الحوثيون في صعدة، وأبناء الجنوب في المناطق الجنوبية (الذين يسعون الى مواصلة نضالهم السلمي ضد السلطة، وقد أضافت نتائج العام الماضي وبداية هذا العام، الى مطالبهم، مطالب إضافية، تتمثل بمحاسبة القتلى الذين زاد عددهم في أحداث 13 يناير الماضية). الى جانب المعركتين الأخيرتين اللتين يتوقع أن تخوضها السلطة مع المعارضة من جهة حول النظام الانتخابي وبقية القوانين والإعدادات الانتخابية، والأخرى مع المواطنين وبقية المحافظات بسبب تدهور الأوضاع، والتي بدأت مؤشراتها تظهر على السطح في محافظات مثل “مأرب، والجوف، حجة، تعز”، الى جانب مطالب بعض المديريات في صنعاء وغيرها من المناطق المختلفة حول بعض القضايا الأمنية والاختطافات، والتقطعات، والثأرات.. الخ

وتطل القضية الجنوبية بقرونها الكبيرة والمتشعبة هذا العام على أثر أخطاء السلطة التي وقعت بها العام الماضي مع الفعاليات السلمية المختلفة والتي راح ضحيتها حوالي 8 أفراد وعشرات الضحايا. وزادت معها حدة المواجهات الإعلامية من قبل المعارضة الجنوبية في الخارج، وهو الأمر الذي يضاعف أعباء السلطة سيما مع انتهاجها منهجاً سلبياً فيما تعتبرها حلول للقضية.
 
   عودة الإرهاب
بعدأن كان يعتقد أن اليمن سيطرت قبضتها على تنظيم القاعدة منذ ما بعد كول وليمبورج، ودخولها معهم في مواجهات واسعة استمرت سنوات، أفضت الى ما يشبه الصلح بين السلطة وقيادات التنظيم في اليمن. بدا العام الماضي وكأن السلطة لم تفي بوعودها كاملة مع أفراد التنظيم الذي أعلن عودته الى مواجهة ظلم وجبروت السلطة سيما في تعذيب أفراد التنظيم في السجون. وكان أن أعلن التنظيم مسئوليته عن مقتل 8 سياح من الأسبان في مأرب (2 يوليو 2007م)، وهي العملية التي شكلت صدمة ومفاجأة كبيرة للسلطة ورفعت الضوء الأحمر مع أفراد التنظيم، فأعلنت السلطة بعدها بأيام عن مقتل المصري “بسيوني” في صنعاء، وبعدها اغتيال أربعة من القاعدة في مأرب قالت أنهم ضالعون في التخطيط للحادث.

هذا العام وقبل أيام قليلة من حادثة مقتل البلجيكيين في دوعن حضرموت الأسبوع الماضي، كانت القاعدة هدت باستهداف مصالح غربية في اليمن انتقاماً لأعضائها المساجين و نشرت وكالة رويترز ذاك التهديد.
 
  ضغوطات وخلافات داخلية
وفي كل الأحوال، يتوقع المراقبون أن تزيد السلطة هذا العام من صناعة الأزمات تحت ضغط كل تلك الاستحقاقات المطلوب منها استيعابها بإيجابية، الى جانب ضغوط الخلافات الشديدة التي طالت المؤتمر الحاكم وظهرت بشكل واضح هذه الأيام بين قياداته، بعد أن تفاعلت على مستوى تبادل الاتهامات خلال العام الماضي. وقد يرى البعض أن تلك الخلافات تنبئ بدنو الأجل، حتى بات بعض أولئك يقدمون أنفسهم كأشخاص آخرين قادرين على أن يكونوا حلاً للمستقبل.

ويتحتم على الحزب الحاكم أن يقوم بمهامه بطريقة مختلفة هذا العام حتى يتجاوز تلك الأزمات التي يدخل البلاد فيها عاما بعد آخر، وتنعكس على بنيته الداخلية كتنظيم قادر على تقديم الحلول وتنفيذ برنامج انتخابي تم صياغته بمبالغه كبيرة لكسب الأصوات لا قوة الفعل.
------------------------
يناير 2008


الخميس، 29 نوفمبر 2007

إرهاق وطني


door

 
- إرهاق.. يمتص منك أفضل جزء من حياتك.. شبابك الذي يتفلت منك خارج قدرتك على تذوقه..!

- إنها حياة تعيسة تلك التي تسيطر على الكون الذي تحتويك تفاصيله المملة. ما الذي يمكنك تغييره في وطن تكتشف بعد ثلاثة عقود من عمرك فيه، أنه يتوجب عليك أن تتوقف عن الحركة في اتجاه الحياة..!!

- لم يعد بينك وبين هذا الوطن علاقة التربة والنبتة. لا تخشى من هذا الحديث اللا وطني أو تقلق قلقك حول: ماذا سيقول عنك المستفيدون منه..!! فأنت يأكل منك روعة شبابك، بحثاً عن تكاليف المؤجر النزق، وحليب “علاء” الذي لا يحب شيئا كالبكاء. و”رغد” التي تحلم بـ” سيكل “صفاء وريهام. وكلما أخذتها لزيارتهم ترفض أن تعود إلا بوعد آخر لشراء مثله..!! لقد بت مدين لها بألف وعد وألف حق من حقوق الطفولة.

- وأنت ماذا تفعل لقضاء ديونك!! منذ الصباح تخرج وتعود متأخراً وتسهر حتى أذان الفجر.. ثم لا تستطيع سوى أن تخرس صراخ المؤجر، لتهرب من زقاق الى آخر من نظرات البقال المليئة بالشك والريبة و… الاستجداء !!

لماذا تخاف من تهمة اللاوطنية؟ من سيتهمك بها غير أولئك الذين يأكلون حقك وحق أولادك.بغير حق؟ من غيرهم تفوح رائحة الحياة البذخة من كل تفاصيلهم.!! من غيرهم؟ ما حيَت مطاعم حده الأنيقة إلا بهم.

وأنت يكفيك المرور بالقرب لتتفتق أحلامك بالثورة ضد الظلم والفقر وحياة التعساء.

- من هو الوطني في وطن لا يقبل بمساواة الجميع؟ في وطن منهوب.. وناهبوه هم فقط من ينشرون فكرة الوطنية؟
- هم المستفيدون منه فقط.. تستهويهم فكرة حب الوطن وتخوين الآخرين. أما أنت فلماذا تحب وطن ليس لك مذ كنت طفلا، ومذ مر منك شبابك مرور الكرام.. وحتى اللحظة.

- أحلم بوطن آخر وخذ مكانك بين طوابير السفارات الطويلة الى وطن لم تولد فيه لكنه يحترم تعبك ويقدر أن تسعى لتنال منه ما يمكنك أن تكتشف عبره أنك فقدت الكثير قبل أن تصل اليه.
-----------------------------
نشرت في صحيفة رأي –الثلاثاء 29 نوفمبر2007م